والظاهر أن هذا الخلق الرفيع مما أعان النبي (صلى الله عليه وآله) على أن يتجاوز سلبيات المجتمع الذي عاشه وتناقضاته الكثيرة التي تقدم التعرض لها، حتى استطاع أن يجعل منه أمة موحدة قامت بدور هام في نشر الإسلام وإسماع دعوته للشعوب.
قال الله عز وجل: [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ] (1).
ومن ذلك رفقه السياسي في قبوله ببعض التنازلات في صلح الحديبية، الذي تقدم الحديث عنه في المبحث الأول. وتقدم الكلام في نتائجه الهامة لصالح النبي (صلى الله عليه وآله) والإسلام.
وكذلك رفقه بقريش حينما امتنع ثمامة بن أثال من دفع الميرة لهم من اليمامة، على ما تقدم التعرض له تبعاً للكلام في صلح الحديبية.
ورفقه (صلى الله عليه وآله) لمن حاول اغتياله في العقبة، فأمر بكتمان أسمائهم تجنباً لمحاذير فضحهم وعقوبتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران الآية: 159.
خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله)، ص361، 362
آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)