وضوح المستقبل البشري
2024-07-15

إنّ مستقبلَ البشريّة واضحٌ لا إبهام فيه، صحيح أنّ حياة البشرية اقترنت في الأغلب مع أَلوان مختلفة من التمييز، والفوضى، إلّا أنّ هذا الوضع لن يستمرَّ إلى الأبدّ، بل يَتحرَّك التاريخ البشري باتجاه مستقبلٍ مشرقٍ يسودُ فيه العدلُ، ويخيِّم عليه القسطُ الشاملُ، وتكونُ الحاكميةُ في الأرض لمِن أسماهم القرآن الكريم بالصالحين إذ قال تعالى:

[وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ] (1)

ويقول أيضاً:

[وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ] (2).

وعلى هذا الأساس فإنّ النصر النهائي في مستقبل التاريخ، وفي خاتمة المطاف في حَلَبة الصراع المستمر بين الحق والباطل إنّما هو للحقّ دون سواه، وإن تأخر ذلك بعض الشيء وطال الأمَد، كما يقولُ القرآن الكريم:

[بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ] (4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأنبياء / 105.

(2) النور / 55.

(3) الأنبياء / 18.



العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، الشيخ السبحاني، ص 33، 34