رواية البيعة بمعنى مسح اليد عن الشيعة والسنة
2024-07-13

رواه الشيعة بطرق متعددة، ذكر المجلسي عدداً منها (1)، كما أن الطبرسي (قدس سره) ذكر - بسنده عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) - عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبة طويلة في المناسبة المذكورة، يقول فيها بعد أن نص على أمير المؤمنين (عليه السلام) بالولاية:

معاشر الناس إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، وقد أمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه، على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه. فقولوا بأجمعكم: إنا سامعون، مطيعون، راضون، منقادون، لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي، وأمر ولده من صلبه من الأئمة، نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا... معاشر الناس قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول. فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فلن تضروا الله شيئا. اللهم اغفر للمؤمنين، واغضب على الكافرين. والحمد لله رب العالمين.

قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): فناداه القوم: سمعنا، وأطعنا، على أمر الله وأمر رسوله، بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا. وتداكّوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى علي (عليه السلام)، فصافقوا بأيديهم... (2).

وقد حكى المجلسي (قدس سره) هذا الحديث عن الطبرسي، ثم ذكر أن الحديث نفسه قد ذكره في كتاب (كشف اليقين) عن أحمد بن محمد الطبري من علماء المخالفين (3).

كما ذكر الشيخ الأميني (قدس سره) عند الكلام في التهنئة عن بعض علماء الجمهور أنه روى ذلك أيضاً (4).

إلا أن ذلك كله لا يبلغ حدّ التواتر. ولا نظن أحداً يدعيه. إلا أن يطلع على ما لم نطلع عليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار 37 الباب الثاني والخمسون: 138، 133، 119.

(2) الاحتجاج 1: 82 - 84، في احتجاج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير على الخلق كلهم وفي غيره من الأيام بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومن بعده....

(3) بحار الأنوار 37: 218 الباب الثاني والخمسون من أبواب النصوص الدالة على الخصوص على إمامة أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) من طرق الخاصة والعامة وبعض الدلائل التي أقيمت عليه.

(4) الغدير في الكتاب والسنة والأدب 1: 270 - 271.



في رحاب العقيدة، ج 2، السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره)، ص 16، 17