إنّ أعمال الإنسان وتصرّفاته مضافاً إلى أنّها تستتبع أجراً، أو عقاباً مناسباً لها في اليوم الآخر ( القيامة )، لا تخلو من نتائج حَسَنة أو سَيّئة في هذه الدنيا ، لأنّ ثمت قوى شاعرةً ومدركةً وُصِفت في القرآن الكريم بالمدبّرات ( فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً ) (1) تدبّر أُمورَ الكون بإذن اللَّه، ولن تقفَ من أعمال الإنسان حَسَنة كانت أو سيّئة موقفَ المتفرج ، وفي الواقع إنّ عملَ الإنسان فعلٌ، وبعضُ حوادث العالَم المنتهية إلى تلك المدبرات ردةُ فعل على عمله . وهذه حقيقةٌ كَشَفَ الوحيُ القناع عنها، وتوصّل إليها الإنسانُ بعلمه إلى درجة ما أيضاً.
وللقرآن الكريم في هذا المجال آياتٌ عديدةٌ نذكر منها على سبيل المثال ما يلي: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النازعات / 5.
(2) الأعراف / 96.
العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، الشيخ السبحاني، ص ٣٣