وفاء الدين ووجوب قضائه مع القدرة
2024-06-30

وفاء الدين ووجوب قضائه مع القدرة، ونية القضاء مع العجز عنه، مما استفاضت به النصوص عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام).

 وفي حديث سدير عن أبي جعفر (عليه السلام): ((قال: كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله عز وجل إلا الدين لا كفارة له إلا أداؤه، أو يقضي صاحبه، أو يعفو الذي له الحق)) (۱).

وفي حديث الحسن بن علي بن رباط: ((سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من كان عليه دين فينوي قضاءه كان معه من الله عز وجل حافظان يعينانه على الأداء عن أمانته، فإن قصرت نيته عن الأداء قصّرا عنه من المعونة بقدر ما قصر من نيته)) (٢).

وفي حديث معاوية بن وهب: ((قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنه ذكر لنا أن رجلاً من الأنصار مات وعليه ديناران ديناً، فلم يصل عليه النبي (صلى الله عليه وآله)، وقال: صلوا على صاحبكم. حتى ضمنهما (عنه) بعض قرابته. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ذلك الحق. ثم قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنما فعل ذلك ليتعظوا، وليرد بعضهم على بعض، ولئلا يستخفوا بالدين. وقد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليه دين، ومات الحسن (عليه السلام) وعليه دين، وقتل الحسين (عليه السلام) وعليه دين (3).

 وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((من يمطل على ذي حق حقه وهو يقدر على أداء حقه فعليه كل يوم خطيئة عشار)) (4). وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنه قال: ((لَيّ الواجد بالدين يحلّ عرضه وعقوبته ما لم يكن دينه فيما يكره الله عز

وجل)) (5).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الكافي ج: ٥ ص: ٩٤ باب الدين حديث: ٦.

(۲) الكافي ج: ٥ ص: ٩٥ باب قضاء الدين حديث: 1.

(3) الكافي ج: ٥ ص: ۹۳ باب الدين حديث: ۲.

(4) من لا يحضره الفقيه ج: ٤ ص: ۱۰ باب ذكر جملة من مناهي النبي (صلى الله عليه وآله) حديث: 1. أمالي الشيخ الصدوق ص: ٥١٧. الفصول المهمة في أصول الأئمة ج ۲ ص: ٢٦٣. وسائل الشيعة ج: ١٣ص: ٨٩ أبواب الدين والقرض باب تحريم المماطلة بالدين مع القدرة على أدائه حديث: ٢.

(5) وسائل الشيعة ج: ۱۳ ص: ۹۰ أبواب الدين والقرض: باب تحريم المماطلة بالدين مع القدرة على أدائه حديث: ٤. أمالي الشيخ الطوسي ص: ٥٢٠ المجلس: ١٨ حديث: ٥٣. واللَيّ بفتح اللام وتشديد الياء: المماطلة وعدم المبادرة. والمراد بحل عرضه: جواز ذمه وغيبته.




خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله)، ص285، 286

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)