لقد جرى الإنسان منذ فجر التاريخ حتى العصر الحاضر على مبدأين أساسيين ومهمين للغاية يتعلقان بذلك:
۱ - مبدأ إنساني فردي وهو تحديد الهوية الجنسية للإنسان إلى ذكر وأنثى وفق خصائصه الجسدية التي يمتاز فيها الذكر والأنثى، فيكون الذكر وفق الإدراك السليم
من كانت له الخصائص الجسدية المعينة، والأنثى من كانت لها الخصائص الجسدية
الأخرى المختلفة عن خصائص الرجل.
فالذكورة والأنوثة وفق الإدراك السليم خصائص جسدية مختلفة تقترن بخصائص نفسية وممارسات سلوكية متنوعة فارقة من قبيل انجذاب كل من الجنسين إلى الآخر ويتكامل من خلالها الذكر والأنثى جسداً ونفساً واستعداداً للإنجاب على تفصيلٍ سبق.
نعم، هناك حالات شاذة كأن يُتراءى للشخص من نفسه رغم اتصافه بالخصائص الجسدية الكاملة لأحد الجنسين بأنه من الجنس الآخر، ولكن اعتبرت هذه الحالة في التلقي العقلائي العام من قبيل التخيلات والأوهام للشخص من جهة ميوله غير المستقيمة إلى أن يكون من الجنس الآخر فيتراءى له أنه حقيقة كذلك.
٢ - مبدأ فطري اجتماعي وهو ضرورة وجود معالم شاخصة وفارقة في المظهر الاجتماعي للذكر والأنثى حتى يعلم الناظر إلى كل شخص أنه ذكر أم أنثى - بعد أن كانت الخصائص الجسدية مستورة بالملابس - فكان الامتياز بالأزياء الخاصة الفارقة بين الجنسين.
فهذان أمران كانت تدور عليهما رحى الحياة الإنسانية منذ بدايتها.
سلسلة مقالات من كتاب (تكامل الذكر والانثى في الحياة)، ح 2، ص7، 8
تأليف: السيّد محمّد باقر السيستاني