الترحيب بتلاقي الشيعة والسنة عملًا من أجل خدمة الإسلام
2024-05-23

1 - إن الإسلام عند الشيعة - يكون بالشهادتين - الشهادة بالتوحيد، والشهادة بنبوة سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) - مع الإقرار بفرائض الإسلام الضرورية - من الصلاة والزكاة ونحوهما - وإعلان دعوته. وبذلك يتفق الشيعة والسنة في أنهم مسلمون يجمعهم هذا الدين العظيم الذي هو أشرف الأديان وخاتمها. والذي يحفظ لكل منهم حرمته في ماله ودمه.

كما تجمعهم أهدافه المشتركة التي تهمهم بأجمعهم، من الدعوة له، ورفع كلمته، وردّ كيد الأعداء عنه وعنهم. فليوحدوا كلمتهم من أجل ذلك. مع الرعاية للآداب والأخلاق الرفيعة التي حثّ عليها الإسلام مع غير المسلمين، فضلًا عن المسلمين ‌فيما بينهم.

وبذلك يتم بينهم التلاقي العملي لصالح الإسلام والمسلمين بعد التلاقي العقائدي في أصول الإسلام.

وليحتفظ كل منهم بعقيدته لنفسه، أو يدعو لها بالتي هي أحسن، وبالطرق العلمية والبرهانية الهادئة والهادفة. مع البعد عن الكذب والبهتان، والشتم والسبّ، والتهريج والتشنيع:

أولًا: لأن ذلك لا يثبت حقيقة، ولا ينهض حجة بين يدي الله تعالى يوم‌ يعرضون عليه [يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ] (1).

وثانياً: لأنه مدعاة للعداء والشحناء، وشق‌ كلمة الأمة وإضعافها، وإشغال بعضها ببعض، ونسيان الأهداف المشتركة. وهو الذي يسعى له أعداء الإسلام، من ‌أجل قضاء مآربهم الخبيثة. بل قد تحمل سورة الاندفاع في ذلك لتحالف بعض الأطراف مع ‌أعداء الإسلام، لضرب ‌الطرف الآخر، والنيل‌ منه.

وبالأمس القريب ‌كان المسلمون يتعاونون مع المسيحيين من أجل الوقوف أمام المدّ الإلحادي، وتناسى الطرفان خلافاتهم الدينية، وتضارب مصالحهم المادية، من أجل وحدة الهدف، والوقوف بوجه العدوّ المشترك. فلماذا لا يتعاون المسلمون ‌فيما بينهم الآن من‌أجل ذلك، مع أنه يجمعهم دين واحد، وأصول أصيلة مشتركة؟! ولماذا كلما زاد عدوهم قوة وشراسة زادت خلافاتهم ‌فيما بينهم حدة وقسوة، وشاعت فيهم لغة الطعن والشتم، والكذب والبهتان، والتشنيع والتهريج ؟ !.

ـــــــــــــــــــ

(1) سورة النحل الآية: 111.




في رحاب العقيدة، ج ١، السيد محمد سعيد الحكيم، ص243، 244