صدق الداعية بتفاعله مع ما يدعو إليه ويطبقه على نفسه
2024-05-21

أما الصدق بالوجه الثاني فقد تظافرت النصوص بالحث عليه. فقد تقدم عند الكلام في غزوة بدر امتناع النبي (صلى الله عليه وآله) عن المثلة بسهيل بن عمرو. وفي حديث الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد الله (عليه السلام): (في قول الله عز وجل: [إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ] قال: يعني بالعلماء من صدق قوله فعله. ومن لم يصدق قوله فعله فليس بعالم (1).

وفي حديث المعلى بن خنيس عنه (عليه السلام): (([أنه] قال: إن من أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم عمل بغيره)) (۲).

وفي حديث أبي بصير عنه (عليه السلام): ((قال في قول الله عز وجل: [فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ] قال: يا أبا بصير هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم، ثم خالفوه إلى غيره)) (۳) ونحوها غيرها.

ولذلك أعظم الأثر في تفاعل القلة القليلة من ذوي البصائر ممن يهمهم الحقيقة مع دعوة الحق وتبليغ أمثالهم بها جيلاً بعد جيل. ويكون سبباً في بقائها واستمرار تأثيرها مهما طال الزمن وتعاقبت الأجيال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الكافي ج: ١ ص: ٣٦ كتاب فضل العلم باب صفة العلماء حديث: ٢.

(۲) الكافي ج ۲ ص: ۲۹۹ كتاب الإيمان والكفر: باب من وصف عدلاً وعمل بغيره حديث: ١.

قرب الإسناد ص: ٣٣. فقه الرضا ص: ٣٧٦. مصادقة الإخوان ص: ٣٤. وغيرها من المصادر.

(۳) الكافي ج ۲ ص: ٣٠٠ كتاب الإيمان والكفر: باب من وصف عدلاً وعمل بغيره حديث: ٤.

مختصر تفسير القمي لابن العتائقي ص: ٣٥٢.




خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله)، ص280، 281

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)