خصوصيات المذهب الأخلاقي للإسلام بصورةٍ كاملةٍ
2024-04-21

حيث يرى أنّ: (أساس هذا المذهب الأخلاقي، هو الإيمان بربوبيّة اللَّه تعالى، الذي هو الكمال المطلق ومُطلق الكمال وأوامره ساريةٌ وجاريةٌ على جميع العالم، وكمال الإنسان في تطبيق صفاته الجلالية والجماليّة، والقرب من اللَّه تعالى أكثر فأكثر).

وهذا لا يعني أنّه لا أثر للصفات الأخلاقية في إنقاذ الإنسان والمجتمع البشري، من عناصر الشّر وقوى الانحراف، ولكن وفي نظرةٍ إسلاميّةٍ عالميّةٍ صحيحةٍ، أنّ العالم عبارةٌ عن وحدةٍ متماسكةٍ، وأنّ واجب الوجود هو قُطب هذه الدائرة، وما عداه مُتّصل به ومُعتمد عليه، وفي الوقت نفسه هناك علاقة و انسجام تام بين المخلوقات، فكلّ شيء يساعد على إصلاح المجتمع البشري وتطهيره من البؤر وأشكال الخلل الأخلاقي، فسيكون عاملًا مؤثراً في إصلاح الفرد في دائرة السّلوك الأخلاقي، وبالعكس.

وبعبارة أخرى: إنّ القيم الأخلاقيّة لها ازدواجيّة في التأثير، فتصنع الفرد والمجتمع على السّواء، والذين يتصورون أنّ المسائل الأخلاقيّة هدفها الغير وليس النّفس على اشتباه كبير، لأنّ مصلحة الاثنين في الواقع واحدةٌ، لا تتجزّأ إلّا في مراحل مقطعيّة محدودة وقصيرة، وقد تقدّم الحديث عن هذا المفهوم...



الأخلاق في القرآن، ج1، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ص 51، 52