التوحيد في الطاعة
2024-01-15

كما أن الحاكمية على العباد مختصة بالله سبحانه، كذلك لا يجوز لأحد أن يطيع أحداً غير الله، فالطاعة هي أيضاً حق منحصر بالله سبحانه لا يشاركه فيها ولا ينازعه أحد.

وأما لو شاهدنا القرآن يأمرنا - في بعض الموارد ـ بطاعة غير الله، مثل الأنبياء والأولياء، فليس لأن طاعة هؤلاء واجبة بالذات، بل لأن وجوب طاعتهم

من جهة أنها ((عين)) طاعته سبحانه، وبأمره.

وبتعبير أجلى: حيث إن الله تعالى ((أمر)) بطاعة هؤلاء، لهذا وجبت إطاعتهم واتباع أوامرهم والانقياد لأقوالهم امتثالاً لأمر الله وتنفيذاً لإرادته، فلا يكون هناك حينئذ إلا ((مطاع واحد)) في واقع الحال، وهو الله جل جلاله. وأما إطاعة الآخرين

(أي غير الله) فليست إلا في ظل إطاعة الله تعالى شأنه، وفرع منها.




مفاهيم القرآن/ج1/ تفسير موضوعي يبحث حول الآيات الواردة في التوحيد والشرك، ص22، 23

تأليف: العلامة جعفر سبحاني