على المبلغين تأكيد أن التشيع تصحيح في الإسلام لا تجديد فيه
2024-01-10

وقبل فترة ليست بعيدة نبهت بعض ذوي المقام العلمي في الأكاديميات الغربية من الشيعة - بتوسط مترجم - لهذه المشكلة، وذكرت له أن عليه وعلى أمثاله أن يحاولوا ربط الثقافة الشيعية بالنبي (صلى الله عليه وآله)، وأنها تصحيح لما ورد عنه، وليست تجديداً في دينه القويم.

ولما استوعب حديثي وَجَم طويلاً بنحو ألفَتَ نظري. ثم قال: كتبت قبل مدة رسالة في إدارة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقد نجحت الرسالة كثيراً، وأخذت مأخذها المناسب في وقتها. ولكني رأيت في منامي من يقول لي: رسالتك هذه ناقصة، وأنه كان المناسب أن تلحق بكل مطلب منها هامشاً يتضمن آية قرآنية أو حديثاً نبوياً يناسبه.

قال: ولم أستوعب هذه الرؤيا، لأن الرسالة قد نجحت ونفعت كثيراً، فكيف تكون ناقصة؟! وحديثك هذا قد فسر لي الآن هذه الرؤيا وعرفت مغزاها.

كما أني شخصياً بعد سقوط نظام البعث وانفتاح المثقفين والسياسيين الأجانب على العراق، وعلى النجف الأشرف خاصة، وزيارتهم لي، قد صادف أن تحدثت مع أكثر من شخص منهم، وذكرت له عابراً بعض الآيات الشريفة والنصوص النبوية المتضمنة لبعض النكات في الأخلاق والسلوك والتعامل مع الآخرين، فكان يفاجأ بها، ويظهر عليه الإعجاب الذي قد يصل حد الانبهار، خصوصاً بعد أن وصلت إليهم بوادر الإرهاب وغشيهم دخانه، حيث انعكست في نفوسهم صورة مشوهة ومنفرة عن دين الإسلام القويم ونبيه العظيم (صلى الله عليه وآله).

 وما ذلك إلا لغياب الثقافة الإسلامية السليمة والسيرة النبوية المشرفة عنهم، وتركز الصورة المشوهة للإسلام بسبب ما سبق.

وكان ذلك يحز في نفسي كثيراً، حيث اتضحت لي ظلامة الإسلام والنبي (صلى الله عليه وآله) الذي منّ الله عز وجل به علينا وعلى البشرية عامة، وجعله رحمة للعالمين. والذي جهد وضحى بكل شيء - حتى بأهل بيته وأعز الناس عليه - في سبيل هداية الناس عامة وإنقاذهم من شفا جرف الهلكات ومن النار.

وتحدثت مع كثير من المثقفين والمبلغين المؤمنين الذين يتعرفون على الأجانب ويخالطونهم حول هذه المشكلة، ونبهتهم لواجبهم في محاولة تصحيح مفاهيم هؤلاء، وأن عليهم ربط ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) بالقرآن المجيد وبالنبي الكريم (صلى الله عليه وآله)، والاهتمام بهذه النكتة التي لم يسلط الضوء عليها. ولا زلت أؤكد على ذلك، أداء لحقه (صلى الله عليه وآله) ورفعاً لهذه الظلامة عنه وعن رسالته الشريفة.



خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) ص258 ــ ص260

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)