كلام بشأن نهج البلاغة وصاحبه
2024-01-07

يعد الحديث عن علي (عليه السلام) أو نهج البلاغة عملاً سهلاً وفي نفس الوقت ليس بسهل! فهو ليس بسهل بالنسبة لمن يروم الغوص في أعماق علي(عليه السلام) والوقوف على كنهه وحقيقته والاحاطة بكافة جوانبه الفكرية وسعة إيمانه وقوة صبره وعظم فضائله وملكاته، أو أن يتعرف على نهج البلاغة كما هو في حقيقته. ولكن من السهل الوقوف على بعض قبسات هذين النبراسين العظيمين والقمرين الزاهرين. لا تخفى شخصية علي (عليه السلام) على مسلم، فكل من له أدنى معرفة بعلي (عليه السلام) وتاريخه وسيرة حياته سيوقن بأنه الإنسان الكامل - بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ــ وأنه آية من آيات الحق جل وعلا وان كتابه نهج البلاغة ليس الا شعاعاً من شمسه المنيرة.

فنهج البلاغة بحر من العلم ومحيط من الحكمة وكنز لا ينضب وحديقة غناء بالزهور وسماء مزينة بالنجوم ومصدر لسعادة الإنسان في مسيرته الدنيوية.

ومما لاشك فيه أن من يروم إقتحام هذا الميدان عليه أن يعد الكتب والمجلدات علّه يحصي بعض حقائق الأمور...

وهنا أود أن ألفت انتباه الأخوة القراء إلى أن عدداً كبيراً من العلماء والأدباء والزعماء ــ ولا سيما من غير المسلمين - قد تناولوا بالبحث والدرس كتاب نهج البلاغة فرأوا أعظم مما ظنوا وتصوروا فأطلقوا عباراتهم المعروفة بشأن نهج البلاغة بما يكشف عن مدى تأثرهم والذهول الذي أصابهم فلم يتمالكوا أنفسهم ويعبروا عن أحاسيسهم ومشاعرهم وعواطفهم.

ويبدو أن كل واحد من هؤلاء قد تأثر بجانب معين من نهج البلاغة، وربما أمكننا إيجاز هذه الجوانب في المحاور الرئيسية الثلاث الآتية:

1ـ فصاحة وبلاغة نهج البلاغة.

2ـ المضامين العميقة لنهج البلاغة.

3ـ الجاذبية الخارقة لنهج البلاغة.



نفحات الولاية، شرح عصري جامع لنهج البلاغة/ج1، ص15، 16

آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي