الهوية الجنسية وابعادها الخمسة المتمثلة في البعد الجسدي والذهني والنفسي والأخلاقي والحكمي
2023-12-02

فالبعد الجسدي هو ما يتمثل في الخصائص الجسدية الفارقة بين الجنسين وما يتعلق بها من وظائف الأعضاء.

وأما البعد الذهني والإدراكي فهو يتمثل في انطباع الإنسان عن جنسه، وهو

يكون على وفق جسده إذا كان إدراكه سليماً وراشداً.

وأما البعد النفسي والسلوكي يتمثل في رغبات الإنسان وميوله بنوعيها: أحدهما: الميل الغريزي الخاص المؤكد في الإنسان إلى الآخر في مقابل ميل الشاذ إلى الجنس المماثل، والآخر: الخصائص النفسية والسلوكية الأخرى الفارقة بين الجنسين والتي تساهم في تكوين شخصين مختلفين للذكر وللأنثى مثل مزيد الحياء والتجمل

والإغراء في الأنثى، ومزيد الجرأة والإقدام في الرجل.

 وأما البعد الأخلاقي فهو يتمثل في شعور الإنسان بالانطباعات والميول

والسلوكيات ذات العلاقة التي ينبغي أن تكون له والأخرى التي لا ينبغي وتقبح منه، حيث يشعر الإنسان السوي من الجنسين بأنه ينبغي أن تكون انطباعه وميوله وسلوكياته وفق جنسه الجسدي، ويرى أن مغايرته لذلك يكون حالة غير ملائمة

ومضطربة.

وأما البعد الحكمي فهو يتمثل في الشعور بأنّ مصلحة الإنسان الفردية والاجتماعية تقتضي أن ينسجم الإنسان مع جسده ويتكامل مع آخر من غير جنسه.

 وهكذا نجد تطابق الأبعاد الخمسة للهوية الجنسية في داخل الإنسان وفق القاعدة العامة المتقدمة في تطابق أبعاد الإنسان في أصول السلوك اللائق به في الحياة.

وأما الانطباع المغاير عن الهوية الجسدية فهو ناشئ من التفكير الارتغابي وهو التفكير الناشئ عن رغبة الإنسان في اتجاه معين فيتراءى له ذلك الواقع على وفق

ذلك الاتجاه ولو بضرب من التأويل والتكلف واصطناع الحجة.

 يضاف إلى ذلك كله مقياس آخر وهو تعاليم الدين الذي يقطع الشك عند

أهله باليقين، وذلك افتراض وجود هوية جنسية اختيارية للإنسان على خلاف جسده مناف لبداهة الأديان والرسالات الإلهية التي استوضحت للغاية ابتناء الهوية الجنسية للإنسان على الخصائص الجسدية واستقبحت أي سلوك مختلف، علماً أنّ الأديان والرسالات لم تذكر ذلك على سبيل الفرض على وجه التعبد، بل نبهت على أن ذلك مقتضى الهدي الفطري الذي أودع في داخل الإنسان كما سيأتي توضيح ذلك.

فهذا إجمال المقاييس الفطرية والسليمة والمبادئ المشروعة لمبنى الهوية الجنسية للإنسان، وإيجاز عن أنها تتفق على أنّ المبنى السليم لهذه الهوية هو الخصائص

الجسدية.






سلسلة مقالات من كتاب (تكامل الذكر والانثى في الحياة)، ح 2، ص20، 21

تأليف: السيّد محمّد باقر السيستاني