أهمية التعقل والإدراك السليم لاسيما في المسائل الخطيرة
2023-11-06

لقد جهز الله سبحانه الإنسان بالعقل والإدراك السليم وأودع فيه قواعد الإدراك الراشد التي هي رأس مال المعرفة الإنسانية، فأتاح بذلك له إدراك الأمور على واقعها بين أمور مشهودة لا تحتاج إلى مزيد نظر وتخصص، وأخرى نظرية لا بدّ

أن يُستدلّ عليها بآثارها كي يتأتى له إدراك الواقع بشأنها.

وتتأكد ضرورة التعقل والإدراك السليم في المسائل المهمة والخطيرة والبنيوية من جهة تأثيرها الكبير على حياة الفرد والمجتمع الإنساني، ولا يجوز التسرع فيها قبل استكمال البحث والتحري، ولذلك نجد الاهتمام البالغ من العلماء بالأخطار النووية وذلك من جهة خطورتها وسعة مضاعفاتها حتى إنهم يعتدون في ذلك بالاحتمالات الضئيلة ويتحوطون للوقاية منها، فكلما كان الموضوع أكثر أهمية كان المفروض مزيد التثبت والتحري فيه، والأخذ بالاحتياط باختيار الحالة الآمنة قبل ذلك.

وقد حثّ الدين الإنسان - من خلال نصه الأساس وهو القرآن الكريم الذي هو رسالة الله سبحانه إلى الإنسان - دوماً على التعقل والتفكر والتبصر والتعلّم ونهى عن اتباع الأهواء والرغبات والأماني الخادعة في شأن إدراك الحقائق حتى تكررت مفردة العقل والعلم وأخواتهما لمئات المرات في القرآن الكريم كما قال سبحانه: [أَفَلَا تَعْقِلُونَ] ( سورة البقرة: آية ،44 وغdرها.) [لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ] ( سورة البقرة: آية 164) [فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ] ( سورة البقرة: آية 171) [إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ] (سورة آل عمران: آية 118) وغير ذلك.

وموضوع تبعية الهوية الجنسية للإنسان - ونعني بها الذكورة والأنوثة.

للخصائص الجسدية أو فصلها عنها لهو موضوع بنيوي وخطير للغاية في حياة الفرد والمجتمع الإنساني، لأنّ حياة الإنسان مبنية على هذه الثنائية والانقسام البشري إلى ذكر وأنثى، ودورهما المتكامل في بناء الإنسان والأسرة والمجتمع وإبقاء النوع والتنوع الإنساني.





سلسلة مقالات من كتاب (تكامل الذكر والانثى في الحياة)، ح 2، ص6، 7

تأليف: السيّد محمّد باقر السيستاني