صفحة من العمر من دون تزويق وأنا في نهاية الطريق
2023-09-19

مالي لا أُترجم لنفسي بقلمي أسوة بمن ترجموا لأنفسهم من مشايخي في العلم والرواية في كتبهم بأقلامهم، فقد كتب شيخنا المغفور له صاحب الذريعة شيئاً من ترجمته في أوّل مصفى المقال وذكر مؤلفاته في الذريعة كل في مكانه حسب اسمه، وأمّا سيّدنا الأستاذ المغفور له السيد الخوئي فقد ترجم لنفسه في معجم رجال الحديث (معجم رجال الحديث ۲۲: ۲۲ ـ ٢٦ ط الآداب في النجف)

وأنا لما من الله سبحانه عليّ أن وفقني لطلب العلم وألهمني حبه منذ بداية شبابي وحتى اليوم، وها أنا قد بلغت من العمر ما صـح فــي (زرع آن حــصـاده) فأسأله تعالى العفو والرضوان فأقول في ترجمتي بقلمي في سطور:

فأنا محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان:

 ١ - ولدت في النجف الأشرف في ۹ رجب سنة ١٣٤٧ هـ كما سمعته المرحوم السيد الوالدين وثمة تاريخ شعري في ذلك.

۲ - ربيت بين أبوين كريمين فجزاهما الله عني خيراً فقد أحسنا التربية على معاناة من شظف العيش، أسوة بالآخرين من مجتمع الأسرة والجيران، إذ لم يولد أحدهم وفي فمه ملعقة ذهب فكان الإيمان عند الجميع أقوى من المادة.

3 - أدخلت الكتاب وأنا قد تعلمت القراءة قبل ذلك عند الوالدة رحمها الله، واستدارت أيام التعليم على عدة كتاتيب بمثابة النجاح من صف إلى صفٍ، وأخيراً في منتدى النشر وإلى جانب مناهجها كانت الدراسة الحوزوية التقليدية وسرت فيها من السطوح وحتى الخارج.

4 - وإلى جانب ذلك كانت المجالس العلمية وهي بحق خير مدارس، وكان أحدها مجلس أسرتنا الذي رعاه المرحوم الوالد طيلة ثلاثة عشر عاماً في كل يوم عصراً، وفي كل يوم خميس صباحاً وهذا الأخير استمر أكثر من ذلك بكثير، فتعلمت من آداب المجلس والحديث مع المشايخ، وقد ذكرت جانباً من ذلك في كتاب (ذكرياتي في حياتي) ولا ينشر لو قدر له النشر إلا بعد وفاتي، لما فيه من حقائق مرّة .

ه - بدأت علاقتي بالكتاب حين كتبت عن الصحابي الجليل ابن عباس حبر الأمة، ولم أكن أملك كتاباً واحداً يسعفني في حاجتي سوى كتاب شرح نهج البلاغة للمعتزلي ومروج الذهب للمسعودي وبعض أجزاء البحار في مكتبة المرحوم السيد الوالد (قدس سره)، فكان من الطبيعي أن أسعى في طلب المصادر في المكتبات العامة، وليس يومئذٍ منها في النجف الأشرف سوى مكتبة المرحوم المغفور له الحجة الشيخ كاشف الغطاء (قدس سره) في مدرسته، ومكتبة الحسينية الشوشترية والاستفادة منهما برهن مجيئ الناظر ليفتح المكتبة، ولي في ذكرياتي عنها بعض الحديث.




مقدمات كتب تراثية (الجزء الأول)، ص5 ــ ص7

تأليف: المرحوم آية الله السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان (قدس سره)