جريمة قتل أهل البيت (عليهم السلام) الذين معه
2023-09-06

الأول: قتل من كان مع الحسين (صلوات الله عليه) من أولاده وإخوته وبني عمومته من آل أبي طالب، الذين هم أقرب الناس للنبي (صلى الله عليه وآله) وأخصهم به، بحيث يكون وجودهم بقاء له ومذكراً به.

خصوصاً وأن فيهم من يشبه النبي (صلى الله عليه وآله). فقد ورد أنه لما برز علي بن الحسين الأكبر (عليهما السلام) قال الإمام الحسين (صلوات الله عليه): ((اللهم اشهد على هؤلاء القوم، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسولك محمد (صلى الله عليه وآله). كنا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه...)) (مقتل الحسين للخوارزمي ج: ۲ ص:۳۰، واللفظ له. بحار الأنوار ج: ٤٥ ص:٤٢-٤٣. اللهوف في قتلى الطفوف ص: ٦٧. ومثله مع اختلاف يسير في الفتوح لابن أعثم ج: ٥ ص :١٣٠ تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده واخوانه وبني عمه (عليهم السلام)، ومقاتل الطالبيين ص: ۷۷ مقتل الحسين بن علي (عليه السلام)).

ثم رفع (عليه السلام) صوته وقرأ: [إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] (سورة آل عمران الآية: 33، 34).

هذا مضافاً إلى ما تحظى به هذه الثلة الكريمة من مقام رفيع عند المسلمين،

حيث الدين والخلق السامي والشرف والسؤدد.

وقد وصفتهم العقيلة زينب الكبرى بقولها في خطبتها في مجلس يزيد: ((بإراقتك دماء ذرية آل محمد (صلى الله عليه وآله)، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب)) (راجع ملحق رقم (٤)).

 ووصفهم ابن عباس في كتابه إلى يزيد بقوله: ((وقد قتلت حسيناً وفتيان

عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الهدى وأعلام التقى (مقتل الحسين للخوارزمي ج: ۲ ص: ۷۸، واللفظ له. وقريب منه في مجمع الزوائد ج: ٧ ص: ٢٥١ كتاب الفتن: باب فيما كان من أمر ابن الزبير ويزيد بن معاوية واستخلاف أبيه وغير ذلك، والمعجم الكبير ج: ١٠ ص: ٢٤٢ باب أحاديث عبد الله بن عباس: ومن مناقب عبد الله بن عباس وأخباره، والكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ۱۲۸ أحداث سنة أربع وستين من الهجرة: ذكر بعض سيرة يزيد بن معاوية وأخباره، وتاريخ اليعقوبي ج: ٢ ص: ٢٤٨ مقتل الحسين بن علي، وأنساب الأشراف ج: ٥ ص: ٣٢٢ أمر عبد الله بن الزبير بعد مقتل الحسين، وغيرها من المصادر الكثيرة).

وفي حديث الريان بن شبيب عن الإمام الرضا (صلوات الله عليه) قال: ((وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه)) (الأمالي للصدوق ص: ۱۹۲ المجلس السابع والعشرون، واللفظ له عيون أخبار الرضا ج: ٢ ص: ٢٦٨. إقبال الأعمال ج: ٣ ص: ٢٩. بحار الأنوار ج: ۹۸ ص: ١٣٠. وغيرها من المصادر).

وعن الحسن البصري أنه قال: ((قتل مع الحسين بن علي ستة عشر من أهل بيته ما كان لهم على وجه الأرض شبيه (مقتل الحسين للخوارزمي ج: ٢ ص: ٤٧، واللفظ له. الاستيعاب ج: ۱ ص:٣٩٦ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. العقد الفريد ج: ٤ ص: ٣٥٠ فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم: مقتل الحسين بن علي. تاريخ خليفة بن خياط ص: ۱۷۹ أحداث سنة إحدى وستين. ذخائر العقبي ص: ١٤٦ مقتل الحسين وذكر قاتله نظم درر السمطين ص: ۲۱۸. وغيرها من المصادر).

وعن منذر أنه قال: ((كنّا إذا ذكرنا الحسين بن علي ومن قتل معه قال محمد ابن الحنفية: قد قتلوا سبعة عشر شاباً كلهم قد ارتكضوا في رحم فاطمة)) (ترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد ص: ٨٧ ح: ٣٠٥، واللفظ له. المعجم الكبير ج: ٣ مسند الحسين بن علي: ذكر مولده وصفته ص: ١٠٤ ح: ۲۸۰٥، ص: ۱۱۹ ح : ٢٨٥٥. مجمع الزوائد ج: ٩ ص: ۱۹۸ كتاب المناقب: باب مناقب الحسين بن علي. الوافي بالوفيات ج: ١٢ ص: ٢٦٥ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر).

 وعن الربيع بن خيثم أنه قال: ((لقد قتلوا فتية لو رآهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأحبهم، أطعمهم بيده، وأجلسهم على فخذه)) (تذكرة الخواص ص: ٢٦٨ ذكر قول أم سلمة والحسن البصري والربيع بن خيثم وغيرهم، واللفظ له. مقتل الحسين للخوارزمي ج: ٢ ص: ٤٤). وقال أيضاً: ((لقد قتلوا صبية لو أدركهم رسول الله (صلى الله عليه آله) لأجلسهم في حجره، ولوضع فمه على أفمامهم)) (ترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد ص: ٨٧ ح: ٣٠٤، واللفظ له. تفسير الثعلبي ج:۸ ص:۲۳۹ في تفسير قوله تعالى:[اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ...] من سورة الزمر).

وقال لأشياخ من أهل الكوفة أتوه ليعرفوا رأيه في قتل الإمام الحسين (صلوات الله عليه): ((أرأيتم لو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل الكوفة وفيها أحد من أهل بيته فيمن كان ينزل؟!)) (ترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد ص: ۸۷ ح:۳۰۳).

هذا مضافاً إلى ما ورد عن بعضهم من النكات المضيئة الشاهدة بشرف نفوسهم ورفعة مقامهم وقوة بصائرهم.



فاجعة الطف (أبعادها. ثمراتها. توقيتها)، ص67 ـ ص69

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)