قتل الإمام الحسين (عليه السلام) هو الجريمة الأولى
2023-09-05

ولا ينبغي الإشكال في أن أعظم جريمة من الناحية الواقعية ـ بل حتى العاطفية - في هذه الفاجعة الممضة هو قتل شخص الإمام الحسين (صلوات الله عليه). لما يتمتع به ...

أولاً: من مقام ديني رفيع يستحق به الولاء والتقديس، كما يتضح بالرجوع إلى ما ورد في حقه وحق أهل بيته (صلوات الله عليهم) في الكتاب المجيد، وعلى لسان النبي (صلى الله عليه وآله) مما لا يسعنا استيعابه بإيجاز، فضلاً عن تفصيل الكلام فيه. ولاسيما مع وضوحه وشيوعه، وتيسر الاطلاع عليه بالرجوع للمصادر الكثيرة للفريقين.

وإذا اختص الشيعة بالقول بالنص الإلهي على إمامة الحسين (صلوات الله عليه)، وأنه هو الإمام الحق دون غيره، فلا إشكال بين المسلمين قاطبة في أنه (عليه السلام) في عصره هو الرجل الأول في المسلمين، أفضلهم عند الله عز وجل، وأرفعهم مقاماً، وأعظمهم كرامة، وأولاهم بالإمامة من غيره.

وقال البلاذري: ((وكان رجال من أهل العراق ولثمان أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين يجلّونه ويعظّمونه، ويذكرون فضله، ويدعونه إلى أنفسهم، ويقولون: إنا لك عضد ويد. ليتخذوا الوسيلة إليه، وهم لا يشكّون في أن معاوية إذا مات لم يعدل الناس بحسين أحداً)) (أنساب الأشراف ج: ٣ ص: ٣٦٦ أمر الحسين بن علي بن أبي طالب).

وثانياً: من قربه من النبي (صلى الله عليه وآله)، فهو بقية أهل البيت الذين كان (صلى الله عليه وآله) يخصهم بعواطفه وألطافه. ولازال بقايا الصحابة يذكرون مفردات ذلك، ويحدثون به.

حتى إن غير واحد من الصحابة أنكروا على عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية حينما أخذا ينكتان ثغر الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بالقضيب لما وضع رأسه بين أيديهما، وذكروا لهما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقبل ثغره، كأنس بن مالك (مجمع الزوائد ج: ٩ ص: ١٩٥ كتاب المناقب باب مناقب الحسين بن علي (عليهما السلام). المعجم الكبير ج: ٣ ص: ١٢٥ مسند الحسين بن علي: ذكر مولده وصفته. البداية والنهاية ج: ٦ ص: ٢٦٠ الأخبار بمقتل الحسين بن علي (عليهما السلام)، ج: ٨ ص: ۲۰۷ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة الشأن. بغية الطلب في تاريخ حلب ج: ۳ ص: ۳۸ في ترجمة الحسين بن علي بن عبد مناف أبي طالب. وغيرها من المصادر.)، وقد روي ما ظاهره الإنكار في صحيح البخاري ج: ٤ ص: ٢١٦: كتاب بدء الخلق: باب مناقب المهاجرين وفضلهم، وسنن الترمذي ج: ٥ ص: ٣٢٥ أبواب المناقب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): باب بعد باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب، ومسند أحمد ج: ٣ ص: ٢٦١ مسند أنس بن مالك (رضي الله تعالى عنه)، وصحيح ابن حبان ج:15 ص:429 كتاب اخباره (صلى الله عليه وآله) عن مناقب الحسن والحسين (عليهما السلام)، ومسند ابي يعلي ج:5 ص:228 ح:2841، وغيرها من المصادر الكثيرة جداً).

وزيد بن أرقم (مجمع الزوائد ج: ٩ ص: ١٩٥ كتاب المناقب: باب مناقب الحسين بن علي (عليهما السلام). المعجم الكبير ج: ٥ ص: 206، ۲۱۰ فيما رواه ثابت بن مرداس عن زيد بن أرقم. تاريخ دمشق ج:١٤ ص:٢٣٦ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، ج: ٤١ ص: ٣٦٥-٣٦٦ في ترجمة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. الأخبار الطوال ص: ٢٦٠ نهاية الحسين. فتح الباري ج: ٧ ص: ٧٥. الوافي بالوفيات ج: ١٢ ص:٢٦٤ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام). كنز العمال ج: ۱۳ ص: ٦٧٣ ح:٣٧٧١٧. ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ۸۰ ح: ۲۹۲. الفائق في غريب الحديث ج:۱ ص:٣٦٣ في مادة (دحج). وغيرها من المصادر الكثيرة)، وأبو برزة الأسلمي (أسد الغابة ج: ٥ ص:20 في ترجمة نضلة بن عبيد. تهذيب الكمال ج: ٦ ص:٤٢٨-٤٢٩ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. سير أعلام النبلاء ج: ٣ ص: ٣٠٩ في ترجمة الحسين الشهيد. تاريخ دمشق ج: ٦٢ ص: ٨٥ في ترجمة نضلة بن عبيد. تاريخ الطبري ج: ٤ ص:۲۹۳ أحداث سنة ستين من الهجرة: خروج الحسين (عليه السلام) من مكة متوجها إلى الكوفة، ص:٣٥٦ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٨٥ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين (عليه السلام). البداية والنهاية ج: ۳۰۹، 215 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٨٥ ذكر مقتل الحسين . البداية والنهاية ج: ٨ ص: ٢٠٩، ٢١٥ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة الشأن الفتوح لابن أعثم ج: ۵ ص: ١٥٠ ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي (عليهما السلام) مروج الذهب ج: ۳ ص: ۷۲ مقتل الحسين (عليه السلام). بغية الطلب في تاريخ حلب ج:3 ص: ۳۸ في ترجمة الحسين بن علي بن عبد مناف أبي طالب. وغيرها من المصادر الكثيرة)، وربما غيرهم (ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ۸۲ ح: ٢٩٦).

وبالجملة: كان الناس إذا رأوا الحسين (صلوات الله عليه) ذكروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتذكروا مشاهده معه، وما كان يبديه نحوه من مظاهر الحب والحنان والتكريم والتبجيل. وذلك يوجب مزيداً من الانشداد الديني والعاطفي نحوه (عليه السلام).

وثالثاً: من مؤهلات شخصية من عقل ودين واستقامة وشجاعة وعلم وعمل وخلق وسلوك وسخاء وحسن معاشرة ومخالطة مع الناس... إلى غير ذلك مما يفرض حب الخاصة والعامة له (عليه السلام)، واحترامهم إياه، وانشدادهم نحوه.