كان الإمام الحسين (عليه السلام) مسالماً في دعوته للإصلاح
2023-09-04

ويزيد في الأمر أن الإمام الحسين (صلوات الله عليه) حينما رفع مشروعه الإصلاحي لم يرفعه بلسان الإلزام والتهديد، ولم يلجأ فيه للف والدوران والمكر والخديعة من أجل الاستيلاء على السلطة، بل بلسان النصيحة والتذكير. فهو (عليه السلام) يقول في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية: ((وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر... فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين)) (تأتي مصادره في أوائل المقام الثاني في الجانب العاطفي ص: ٣٩٨).

كما أنه (عليه السلام) لم يختر الكوفة من أجل أن يخرج أهلها من طاعة يزيد لطاعته، ويرغمهم على ذلك، بل لامتناعهم بأنفسهم من القبول ببيعة يزيد. فقد تضمنت كتبهم: ((... إنه ليس علينا إمام. فأقبل، لعل الله أن يجمعنا بك على الحق. والنعمان ابن بشير في قصر الإمارة، لسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد...)) (تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٦٢ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) للمصير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (عليه السلام) واللفظ له. أنساب الأشراف ج: ٣ ص: ٣٦٩ أمر الحسين بن أبي طالب (عليه السلام). الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٢٠ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين بن علي ليسير إليهم وقتل مسلم بن عقيل. الإمامة والسياسة ج:٢ ص:٤ ولاية الوليد المدينة وخروج الحسين بن علي الإرشاد للشيخ المفيد ج ۲ ص: ٣٧. وغيرها من المصادر).

و: ((أما بعد فحي هلا، فإن الناس ينتظرونك، لا إمام لهم غيرك ...)) (تاريخ اليعقوبي ج: ۲: ص: ٢٤٢ أيام يزيد بن معاوية، واللفظ له. أنساب الأشراف ج:٣ ص: ٣٧٠ أمر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام). ومثله في الإرشاد ج ۲ ص: ۳۸ إلا إنه بدل قوله: ((لا إمام لهم غيرك)) ((لا رأي لهم غيرك)) وكذا في تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٦٢ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) للمصير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (عليه السلام)، والفصول المهمة ج: ۲ ص: ۷۸۷ الفصل الثالث: فصل في مخرجه (عليه السلام) إلى العراق، والفتوح لابن أعثم ج:٥ ص:٣٣ ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي (عليهما السلام)، وغيرها من المصادر).

و: ((أما بعد فقد اخضر الجناب، وأينعت الثمار. وطمت الجمام (طما البحر والنهر: امتلأ. والجِمام جمع جَمة: البئر الكثيرة الماء. والمراد الكناية عن حصول الوقت المناسب للعمل وتوفر آليات النجاح وأسبابه) فإذا شئت فاقدم علينا، فإنما تقدم على جند لك مجند)) (أنساب الأشراف ج: ۳ ص:٣٧٠ أمر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، واللفظ له. الإرشاد ج: ۲ص:۳۸. إعلام الورى بأعلام الهدى ج: ١ ص: ٤٣٦. تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٦٢ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) للمصير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (عليهما السلام). الفتوح لابن أعثم ج: ٥ ص: ۳۳ ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي (عليهما السلام). وغيرها من المصادر). ونحو ذلك.

وقد جاء في كتابه (صلوات الله عليه) الذي كتبه لهم مع مسلم بن عقيل (عليه السلام): ((وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم: إنه ليس علينا إمام. فأقبل، لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق. وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي، فإن كتب إليّ أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم، وقرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله ...)) (الإرشاد ج: ۲ ص: ۳۹، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٦٢ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) للمصير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (عليه السلام) ).




فاجعة الطف (أبعادها. ثمراتها. توقيتها)، ص55 ـ ص57

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)