صلوح شعب الجزيرة العربية لنشر الإسلام
2023-05-29

وكان هذا فتحاً عظيماً في تلك المدة القصيرة، ومكسباً مهماً، لأن العرب في الجزيرة كانوا شعباً كثير العدد، بعيداً عن الحضارة والرفاه والدعة، وكانوا في ضنك من العيش لم يخلدوا إلى الراحة، ولم يألفوا الترف. وقد تقدّم من أمير المؤمنين وسيدة النساء (عليهما السلام) التعرض لذلك، بل هو من الظهور بحد لا يخفى على أحد.

كما أنهم أيضاً قد ألفوا القتال والصراع، وكانت الحروب مستمرة بينهم، ولا يشتد حرصهم على الحياة، كما أشار إليه قوله عزّ وجلّ عن اليهود: [وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةِ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا] (سورة البقرة الآية: 96).

ومن الطبيعي حينئذٍ أنهم إذا اتحدوا وجمعتهم دعوة الإسلام القويمة، ورفعت من معنوياتهم، يستطيعون - ولو بضميمة المد الإلهي - أن يحملوا الإسلام للشعوب المحيطة بهم، ويوصلوا دعوته إليها، وينشروها بينها ولو أدى ذلك للحروب والقتال.

وقد تقدم أن إيصال دعوة الإسلام للشعوب وإسماعهم إياها من تتمة التبليغ بالإسلام، كما تقدم أنه الوظيفة الأساسية للنبي (صلى الله عليه وآله)، وأنه المقدم على كل شيء. فلابد من أن يعدّ له عدته، ويهيئ له مقدماته بمحافظته على تماسك المجتمع الإسلامي المذكور.





خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) ص165، 166

اية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)