النجف الأشرف في كتابات الرحالة العرب والمسلمين
2023-05-28

زار النجف الأشرف الكثير من الرحالة والسواح والمؤرخين من العرب والمسلمين، يأتي في مقدمتهم السائح العربي المسلم محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي (سنة ٥٨٠هـ /۱۱۸۲م) الذي دوّن في رحلته المعروفة قوله:

 وأصبحنا في النجف وهو بظهر الكوفة كأنه حد بينها وبين الصحراء، وهو صلب الأرض منفسح، متسع للعين فيه مراد استحسان و انشراح) (فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ غياث الدين عبد الكريم بن طاووس: 154).

ثم زارها السائح المغربي العربي المسلم ابن بطوطة الذي حط رحله فيها (سنة ٧٢٧هـ / ١٣٢٦م) فقال عن النجف الأشرف حينما حط رحاله بها: نزلنا مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنجف، وهي مدينة حسنة في أرض فسيحة صلبة من أحسن مدن العراق، وأكثرها ناسا، وأتقنها بناء، ولها أسواق حسنة نظيفة، دخلناها من باب الحضرة، فاستقبلنا سوق البقالين والطباخين والخبازين، ثم سوق الفاكهة، ثم سوق الخياطين والقسارية، ثم سوق العطارين، ثم باب الحضرة حيث القبر قبر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وبإزائه المدارس والزوايا والخوانق معمورة أحسن عمارة، وحيطانها بالقاشاني، وهـو شبه الزليج عندنا، ولكن لونه أشرق ونقشه أحسن.

ويدخل - من باب الحضرة - إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة، ولكل وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز والتمر مرتين في اليوم، ومن تلك المدرسة يدخل إلى باب القبة.

ثم يمم شطرها صاحب (نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس) (رحلة ابن جبير: 210) فدخلها (سنة (١١٣١هـ /۱۷۱۹م) وكتب عنهـا وعـن أهلها قائلا: دخلنـا مشـهـد أمـير المؤمنين، ويعسوب الدين ليث بني غالب، إمام المشارق والمغارب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. فتشرفنا بزيارة الإمام المؤيد بالنـصـر مـن ربّـه والفتوح، وضجيعيه الكريمين آدم ونوح. وقد عقدت عليهم قبة عظيمة، في زينة وسيمة، وأول من عقد هذه القبة عبد الله بن حمدان في دولة بني العباس. ثم عمرها الملوك من بعده، وبها من الذهب الإبريز، والجواهر، وخالص اللجين، وأنواع الفرش الفاخـر مـا يـكـل عنـه قلم الحاصر. والبلدة رخية أمينة، طيبـة حصينة. سورها مكين. وهي جنة المتقين. وأهلها سادة كرام؛ ملجأ الخاص والعام.

لا عيب فيهم سوى ان النزيل بهم             يسلو عن الأهل والأصحاب والوطن

فأقمنا هناك شهراً (تاما) في أرغد عيش.

وقصدها الرحالة المنشي البغدادي (ص:16) ( سنة ١٢٣٧ هـ/ ١٨٢١م) فكتب عنها في


رحلته يقول: إن النجف في محل مرتفع. وهو قلعة محكمة، فيها نحو ألفي بيت من العرب والعجم. وهواؤها في غاية اللطف والجودة؛ ولا سيما لياليها (1/67 وما بعدها).



النجف الاشرف وحوزتها، ج1، ص38، 39

تأليف الدكتور عبد الهادي الحكيم