ظروف ظهور الإسلام
2023-05-20

 من المعلوم أن دعوة الإسلام القويمة قد ولدت في مكة المعظمة التي لها حرمتها في الجزيرة العربية، ومن وسط قبيلة قريش التي ينظر لها العرب باحترام عظيم، لأنها من سلالة النبي المعظم إبراهيم الخليل (على نبينا وآله وعليه الصلاة السلام)، وكان لها سدانة البيت وسيادة الحرم. وتأكد احترامهم لهم بعد واقعة الفيل.

ومن هنا كان من الطبيعي ما حصل من وقوف قبائل قريش في وجهها، ومقاومتهم لها بشراسة، لأنها تقتضي انفراد بني هاشم بالسيادة، وتقضي على كبرياء بقية قبائل قريش، وتلغي امتيازاتها، كما تقدم. وقد اضطر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أجل ذلك للهجرة إلى المدينة المنورة، بعد أن اقتنع الأنصار بدعوته، وانتشر الإسلام بينهم، وتعهدوا بالدفاع عنه ونصره.

وقد ضاقت قريش بذلك، فاشتد الصراع بينهم وبين النبي (صلى الله عليه وآله).

وقد انتصر عليهم ووترهم في حروب مصيرية قادوها ضده، حاولوا فيها القضاء عليه وعلى دعوته، والتخلص منه، فلم يفلحوا، وكانت العاقبة له حتى قضى على كبريائهم، وفتح مكة عنوة، ثم أتبع ذلك بالاستيلاء على حنين، حيث أخضع قبيلة هوازن وتبع ذلك خضوع ثقيف واعتناقهم الإسلام، على ما سبق.

وبذلك كسر كبرياء أهم القبائل في جنوب الجزيرة العربية، وفرض هيبته على الجزيرة العربية. وفي فترة قصيرة تيسر له (صلى الله عليه وآله) الاستيلاء عليها بكاملها، فانتشر الإسلام فيها طوعاً وكرهاً، وإيماناً ونفاقاً. كما تقدم بتفصيل.



خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) ص164، 165

اية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)