أسماء النجف الأخرى في المعجم اللغوي والكتب التاريخية
2023-05-18

للنجف الأشرف أسماء عديدة أخرى عرفت بهـا هـي الـيـوم أقـل شـهـرة مـن (النجف)، وإن كان بعضها متداولاً.

فمن هذ الأسماء: الظهر، وظهر الكوفة، وظهر الحيرة، ذلك الظهر كان يمتد من الحيرة إلى (بارق) الواقعة في البادية بين النجف وكربلاء، فالظهر لغة: ما غلظ وارتفع، وسميت النجف بذلك لارتفاع أرضها عما جاورها، فقد أخرج أبو الفرج الأصفهاني عن الحسن بن علي الخلال عن جده، قال: قلت للحسن بن علي: أين دفنتم أمير المؤمنين؟ :قال خرجنا به ليلا حتى مررنا على مسجد الأشعث، حتى خرجنا إلى (الظهر) بجنب الغري.

 ويسمى هذا الظهر أحياناً بنجد العذري وهو الموضع المعروف في ظهر الكوفة، وأنه كالمسناة يمنع السيل أن يعلو جبانة الكوفة (الثوية).

 ومن أسماء النجف الأخرى: خد العذراء أو خد العذارى. قال الشعبي: كان ظهر الكوفة ينبت الخزامى والشيح والأقحوان وشقائق النعمان، وكانت العرب تسميه في الجاهلية: خد العذارى، ومنها اللسان: أي لسان البر. وقد كان يقال لظهر الكوفة اللسان، وما ولي الفرات منه الملطات. قال ابن قتيبة: إن ظهر الكوفة كان يقال له اللسان ونقل ياقوت الحموي في معجم البلدان عن ابن النجار في كتابه: (كتاب الكوفة) قوله وكان يقال لظهر الكوفة اللسان ومن هذه الاسماء: الغري ومعناه الحسن من كل شيء، حتى قالت العرب هذا رجل غريّ الوجه إذا كان حسناً مليحاً، وبناء غريّ إذا كان حسناً جيد العمارة، وقد كانا (غريين) فهدم أحدهما وبقي الآخر، ولعل هذا هو منشأ تسمية النجف باسم (الغري) بالإفراد.

ومما يشهد لذلك ما ورد من أنه مرّ الشاعر القديم معن بن زائدة الشيباني بالغريين فرأى أحد البنائين الجميلين الراسخين قد هدم ولم يبق له أثر فأنشد قائلا: 

لو كان شيء له أن لا يبيد على        طول الزمان لما ياد (الغريان)

     فـــفــرق الــدهر والأيام بينــهما         وكل إلـفٍ إلى بيـن وهجران

 ونزل الشاعر الفرزدق بالغريين فعراه ذئب دارت معه قصة سجلها

بمقطوعة أدبية مطلعها:

وليلة بتنا بالغريين ضاعفنا      على الزاد موشي الذراعين أطلس

ومن اسماء النجف كذلك بانقياد، فقد ورد عن ياقوت الحموي في معجم البلدان بأن بانقياد أرض النجف دون الكوفة.





النجف الاشرف وحوزتها، ج1، ص22، 23

تأليف الدكتور عبد الهادي الحكيم