النجف في المعجم اللغوي والكتب التاريخية بإيجاز
2023-05-15

ورد في الصحاح للجوهري أن النجف والنجفة بالتحريك مكان لا يعلوه الماء مستطيل منقاد والجمع نجاف وفي لسان العرب أن النجفة شبه التل ومنه حديث عمرو بن العاص أنه جلس على منقاف السفينة قيل هو سكانها الذي تعدل به سمي به لارتفاعه قال الأزهري: والنجفة التي بظهر الكوفة، وهي كالمسناة تمنع مسيل الماء أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها. ومنه: نجف الكوفة، ونجف الحيرة، ونجفة الحيرة. وقال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان مثل ذلك.

يقول الدكتور الباحث مصطفى جواد بعد أن يستعرض أقوال اللغويين في النجف: وفذلكة الأقوال: أن النجف إنما سمي بهذا الإسم لأنه يعني أرضاً عالية معلومة تشبه المسناة، تصدّ الماء عما جاورها، وينجفها الماء من جوانبها أيام السيول، ولكنه لا يعلوها، فهي كالنجد والسدّ، وتغلب على شكلها الاستطالة دون الاستدارة، أشار إليها بعض اللغويين، لأنها ضد الاستطالة، ولأن صفة النجف الحالية في استطالة أرضه تؤيد ذلك، وأما الاستدارة التي ظنها بعض اللغويين في النجف فهي مستندة إلى استدارة قطعة تكون في النجف اتفاقاً لا دوماً وتسمى الرحا.

وقد ورد اسم النجف كثيراً في كتب المؤرخين والجغرافيين والرواة القدماء منها على سبيل المثال ما رواه أبو عبد الله الحميري قال: لما أقبل خالد بن الوليد يريد الحيرة نزل النجف وبعث إليهم أن ابعثوا الي رجلاً من عقلائكم، فبعثوا إليه عبد المسيح بن بقيلة الغساني فجرى بينهما حــوار جـاء فـيـه مـن جواب عبد المسيح لسؤال خالد: ما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترفـأ الينا في هذا النجف بمتاع الهند والصين، وأمواج البحر تضرب مـا تحت قدمك، ورأيت المرأة من أهل الحيرة تأخذ مكتلها فتضعه على رأسها لا تزوّد إلّا رغيفا، فلا تزال في قرى عامرة وعمائر متصلة وأشجار مثمرة ومياه عذبة حتـى تــرد الـشــام، وتراهـا اليـوم قد اصبحت يباباً، وكذلك دأب الله تعالى في العباد والبلاد.




النجف الاشرف وحوزتها، ج1، ص20، 21

تأليف الدكتور عبد الهادي الحكيم