خطأ مناقشة فكرة المهدي (عليه السلام) على أساس نفي تبوّء أهل البيت قيادة المجتمع الشيعي
2023-03-14

وعليه نؤكد مرة أخرى أن من الخطأ أن يناقش الباحث مسألة ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) ووجوده ومؤشراته على أساس نفي تبوّء هؤلاء الأئمة قيادة المجتمع الشيعي المنتسب إليهم، وابتناء هذا الانتساب على الدعاوى الكاذبة والأحاديث الموضوعة.

ووجه الخطأ في ذلك..

 أولاً: أنه إذا كان المرء متوقفاً في هذه النقطة الأساسية ـ وهي عدم تبوء هؤلاء الأئمة القادة لموقع القيادة كما يراه ويرويه الإمامية - فمن المفروض منهجياً أن يجعلها بنفسها محلاً للبحث ويتأمل مقتضى الأدلة والشواهد فيها، والتي أشرنا إلى أنها قائمة على حقانية انتساب الشيعة الإمامية إلى أئمتهم وقيادة هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) لهم، وليس من الصحيح أن ينطلق الباحث في نفي وجود الإمام وولادته من تلك النقطة فارضاً رؤيته فيها كأمر مسلّم يضمره، ثم يناقش الموضوع منطلقاً من هذا المبنى الذي أضمره دون أن يتناوله ويعرض شواهده ويستدل عليه في ضمن البحث.

وثانياً: لما كان طرح هذا البحث عن ولادة الإمام (عليه السلام) ووجوده وغيبته والتوجيه إليه في داخل المذهب الإمامي فالمفروض أن يبتني البحث على القواعد المعلوماتية لهذا المذهب، ومدى وفائها بإثبات هذه النقطة، ولا يصح الخروج عنها وإغفالها في هذا السياق.



منهج البحث والتحري في شأن الإمام المهدي (عليه السلام)، ص63، ص64

السيد محمد باقر السيستاني