نصيحة للفتيات
2023-03-09

إنّ من الضروري - في ضوء ما تقدم ـ أن لا تقصر الفتاة - على سبيل المثال - نظرها في تقييم كون تزينها وتجملها في المشهد الاجتماعي إلى قصدها الشخصي، بل تنظر إليه كجزء من ظاهرة عامة وتلاحظ الآثار الاجتماعية التي تترتب على هذه الظاهرة وفق سنن الحياة وقواعدها والتجارب المشهودة منها، وتقدر مدى الحكمة والمقبولية لحظوتها تلك في ضوء ذلك.

ولكل واحد منا وقد تجاوزنا سن المراهقة وبلغنا سن الرشد أو تجاوزناه لبعض الشيء أيضاً تجارب مشهودة وأخرى مسموعة في مجتمعنا من أقاربنا وجيراننا وأهل محلتنا ومدينتنا وبلدنا بل بلدان أخرى - يسّرت أدوات الاطلاع والتواصل المعاصرة من العلم بها والوقوف عليها - فيما يترتب على زينة الفتيات في الاجتماعات المختلطة من آثار سلبية على حياتهن وعلى حياة العوائل الأخرى التي تُغرى رجالها وشبابها بهذه الفتيات.

وينبغي أن تستحضر الفتاة ـ في تمحيصها لسلوكياتها وأفكارها - من المنطلق العقلاني والحكيم عدة أمور:


1 - أن هذه الفتاة هي غداً أم معنية بتربية بناتها وأبنائها على وجهٍ سليم، فلتتأمل هواجسها التربوية عليهم في حينها، والسلوك الذي تقدره ملائماً لهم عند ذاك.

۲ - ولتستمع إلى هواجس الآباء والأمهات الذين بلغ اولادهم سن المراهقين تجاه حضورهم في مشاهد الإغراء، وما يخشونه من الانزلاق إلى تصرفات خاطئة في أثرها.

٣ - ولتتأمل الفتاة أيضاً مشاعر والديها من هذه الزاوية والذين هم وإن كانوا من جيل سابق إلا أن لهم تجاربهم في هذه الحياة.

٤ - كما ينبغي أن تستحضر الفتاة المتزوجة شعورها تجاه فتيات اخريات معنيات بإبرازهن للجمال الفاتن في محضر زوجها ولو بشكل عفوي، وما تحذره من آثار ذلك على زوجها وعلاقته بها.

فلتتأمل الفتاة التصرف الحكيم واللائق منها في هذا السياق.




رسالة المرأة في الحياة (سلسلة محاضرات تربوية)، ص77، 79

السيد محمد باقر السيستاني