توجهات خاطئة لاختيار المظاهر والسلوكيات غير الملائمة
2023-01-28

إن من الخطأ - بعد الانتباه إلى هذا الاعتبار والاعتبار السابق - أن تعتقد الفتاة أن سلوكها ومظهرها جزء من حريتها الشخصية التي هي من الحقوق الفطرية للإنسان، فإن الفعل الاجتماعي تتعلق به استحقاقات اجتماعية عامة بحسب قانون الفطرة وبحسب الدين أيضاً، فلا بد من رعايتها على وجه معقول وملائم وفق النظرة العامة إلى هذا الفعل وآثاره في المجتمع العام، كما يحدد الأبوان حريتهما الشخصية في البيت رعاية للجانب التربوي، وكما تُحدد الحرية الشخصية للسواق في كيفية السياقة رعاية للصالح العام.

وبذلك أيضاً يظهر الخطأ في توجيه آخر شائع للمظاهر غير الملائمة لبعض الفتيات وهو أن الأعمال إنها هي بالنيات، ورب امرأة تظهر بمظهر فاتن وهي ذات قلب نظيف، بينما نجد أخرى تتجنب ذلك وهي توجهات أو سلوكيات خاطئة.

فهذا التوجيه أيضاً خاطئ عند التأمل الواعي، كما يظهر من الحديث السابق لأن طيب النية هي صفة ايجابية فعلاً لكنها لا تغني عن صلاح العمل وسلامته وملائمته ولاسيما اذا كان العمل اجتماعياً، لان للعمل الاجتماعي دوراً اجتماعياً في التربية والسلوك الاجتماعي، وهذا الدور يثبت للعمل سواء كانت النية به خاطئة أم لا، كما أن من ترك عملاً خاطئاً فهو من حيث تركه له خطا خطوة صائبة، واذا كانت له توجهات وخطوات أخرى خاطئة فإنما تذم وتعاتب عليها وليس على هذه الخطوة، وهذا أمر واضح من المنظور الحكيم والفاضل.

وإذا كان هناك من تتستر بالمظهر العفيف لغايات خاطئة بحيث يشوه هذا المظهر فتلك خطيئة كبيرة وآثمة بحق الآداب الاجتماعية العامة ومن يهتم بمراعاتها من حيث الاستخدام السيء للفعل السليم، فهو يعاتب على هذا الاستخدام والتوظيف السيء، وليس لذات المظهر العفيف.

وعلى الإجمال: فلكل بعدٍ من أبعاد العمل حسابه وأثره، فمن اتى بسلوك غير راجح سلمت نيته عن غاية خاطئة كان ممدوحاً على سلامة نيته ومعاتباً على سلوكه ذاك ومن سلم عمله ولكنه انطوى على نية سيئة سلم عمله عن الذم والمعاتبة وعوتب على توجهه الخاطئ على السلوكيات الاخرى الخاطئة المنبعثة عن توجهه ذاك، فينبغي للإنسان النابه والمنصف فرز الامور بشكل موضوعي، ولا يصح مزج بعضها ببعض لتبرير سلوك خاطئ أو الحط من قيمة سلوك غير ذميم.



رسالة المرأة في الحياة (سلسلة محاضرات تربوية)، ص75، 76

السيد محمد باقر السيستاني