ضرورة انتباه الإنسان في فعله الاجتماعي إلى دوره في تكوين ظاهرة اجتماعية وتقييمها
2023-01-03

 على الانسان ان لا يقصر نظره في الفعل الذي يصدر منه بمحضر الاخرين بنظرة شخصية ــ من خلال قصده به ومنظوره منه في ذات نفسه وملائمته لخصوصياته وفق تقديره ــ بل ينظر اليه كحدث اجتماعي له استتباعات اجتماعية دخيلة في اعتبار الفعل حكيماً ومقبولاً أولاً وهذه الاستتباعات إنما تظهر حيث ينظر الى الفعل والسلوك بضمه الى أمثاله وملاحظته كظاهرة لها آثارها ولوازمها.

فالسائق مثلاً قد لا يقصد باسترساله بالسياقة إيقاع الآخرين في ضرر، وقد لا يقع هذا الضرر فعلاً، ولكن المشرع لقانون المرور لن ينظر الى فعل السائق كفعل شخصي، وانما ينظر اليه في ضمن ظاهرة استرسال السواق في السير، ويقيم هذه الظاهرة بتتبع مضاعفاتها من خلال رصد حوادث السير وآثارها المدمرة المتمثلة في الطرق والمستشفيات من اراقة الدماء وازهاق النفوس وهدر الاموال وترميل الازواج وايتام الاطفال وفقدان الاحبة وانهيار العوائل. فلا يصح للسائق ان ينطلق في توجيه استرساله من عدم قصده للإضرار بأحد وتقديره ان عمله لن يوجب صداماً وأذى، لان كل سائق هو كذلك، بل عليه اما ان يثق بالقانون والحكمة التي تبتني عليه، واما ان يرتقي في تأمله في الموضوع الى مستوى الظاهرة وآثارها وينظر الى الموضوع من أفق عالٍ.




رسالة المرأة في الحياة (سلسلة محاضرات تربوية)، ص 74، 75

السيد محمد باقر السيستاني