ضرورة انتباه الإنسان في الفعل الاجتماعي إلى آثاره التربوية على المجتمع
2022-12-28

 ضرورة ان يلتفت الانسان في ممارسة الفعل الاجتماعي الى الآثار التربوية للعمل على المجتمع بما يوجبه من الاحتذاء به والبناء على مشروعيته، وذلك لأن من طبيعة الانسان ان يتأثر ويحتذي بما يفعله الآخر، من غير انتباه بالضرورة الى نوايا الاخر والملابسات الخاصة لفعله.

ومن ثم نلاحظ ان الوالدين يلاحظان في سلوكياتهما في داخل الاسرة تأثيرها التربوي على الاولاد، ولذلك يريان أن من اللازم عليهما أن يتركا جملة من المظاهر والسلوكيات التي لا جناح عليهما كزوجين فيها، لأنهما يجدانها تستتبع تقليد الأولاد لهما، وليس هناك أي زوجين يهملان ملاحظة هذا الجانب في سلوكهما الأسري، لأن من الصعوبة إلفات الآخرين خاصة الأطفال والمراهقين إلى الاعتبارات الفارقة، فالأم مثلاً قد تتجنب بعض الملابس أمام البنت لأنها تحتذي بالأم فلن تستوعب الفرق بينها وبين الأم، فلا طريق لتربيتها إلا أن تلتزم الأم بما تريد تربية البنت عليه. والحال في المجتمع العام كذلك، فالفعل الذي يمارسه الانسان في المجتمع ذو بعد تربوي عام لنظر بعض افراد المجتمع الى سلوكيات بعض آخر وتأثرهم بها واحتذائهم على مثالها، لا سيما ان المجتمع يتألف من جميع الناس من اطفال ومراهقين وشباب وناضجين وشيوخ، فلابد ان يكون الفعل ملائماً لهذا المشهد بمستوى مقبول.

 وعليه: فان السلوك الراشد للفتاة لا يصح أن يبتني على النظر الى نواياها، بل ولا إلى خصوصياتها التي يحتاج الانتباه إليها إلى مزيد من الوعي والتأمل، بل ينبغي ان يبتني على ما يرسمه السلوك وفق النظر الاولي في اذهان الآخرين ولا سيما الاطفال والمراهقين وهو النظر المتبع في النمط العام من الاقتداء والتأسي الاجتماعي.




رسالة المرأة في الحياة (سلسلة محاضرات تربوية)، ص 72-74

السيد محمد باقر السيستاني