التعريف بالدين من خلال الإسلام
2022-11-19

إن أول ما يخطر في ذهن الباحث عند الحديث عن حقانية الدين وصوابه هو أن الأديان كثيرة، فهل يبحث الإنسان عن جميعها، فذلك أمر متعسّر، أم عن بعضها خاصة، فأيّ واحد منها يختار المرء؟ ولماذا الترجيح لبعض دون بعض؟

 الواقع أن الدين يطلق بمعنى عام على مجموعة الاعتقادات والتعاليم المتعلقة بالإله.

 وتنقسم الأديان إلى قسمين: أديان بشرية، وأديان إلهية.


فالأديان الإلهية: هي أديان تبتني على وجود رسالة من الإله على يد نخبة من أفراد الإنسان (الرسل) تتضمن تعاليم اعتقادية وسلوكية للإنسان.

 وتتقوم هذه الأديان عادة بأنباء ثلاثة مهمة:

1. وجود الإله.

٢. عناية الإله بالإنسان - المتمثلة في تلك الرسالة ذاتها ـ .

3. وجود بعد روحي للإنسان يبقى بعد الممات ليلقى جزاء أعماله.

وتعتمد هذه الأديان بشكل عام على الرسالة ودلائلها في إثبات صدق الدين، وترى أن هذه الرسالة المعلنة المقرونة بالحجة الواضحة هي السبيل الموثوق للاتصال بين الإنسان والإله والذي اختاره الإله فعلاً.

 وأما الأديان البشرية: فهي أديان لا تدعي وجود رسالة معلنة من الإله أو الآلهة، وإنما تبتني على إثبات الإله والارتباط به من خلال أفكار وتجارب روحية بشرية ومتوارثة ومتراكمة.

 وتسند هذه الأديان عادةً إلى رجال حكماء ذوي تجارب روحية استتبعت في تصورهم تجليات إلهية، وتبعهم فريق من الناس، فصارت تعاليمهم ديناً متبعاً، وهذه الأديان في الغالب تتبنى المبادئ الثلاثة المتقدمة بنحوٍ ما، فهي مضافاً إلى الاعتراف بالإله تثبت عناية الإله بالإنسان ووجود بعد روحي للإنسان يبقى بعد الممات.

والواقع أنه يصعب على الإنسان بشكل عام أن يثق بدين مبني على تجارب بشرية محضة لاستكشاف منهج تعليمي وسلوكي في التعامل مع الإله، من جهة سعة قابليات النفس الإنسانية في التخيلات والأوهام کما يلحظه المرء من خلال الاطلاع على مختلف الاعتقادات المبنية على التجارب البشرية وما يجده من الشطحات الواضحة فيها.

إذن ما ابتنت عليه الأديان الإلهية من أهمية وجود رسالة إلهية تخاطب عامة الناس وتقيم عليهم الحجة الواضحة بالأدوات الموضوعية المقنعة مبدأ معقول ومناسب.




معرفة الدين (سلسلة محاضرات فكرية)، ص 13 ــ 15

السيد محمد باقر السيستاني