أصول القيم الفاضلة
2022-11-16

إن هناك قيماً فاضلة معروفة يجدها الإنسان في نفسه، وقد يعد منها ما يلي:

1ـ قيمة عدم الاعتداء على الآخر، وضده الاعتداء عليه في نفس أو عرض أو بدن أو مال أو جاه.

۲ـ قيمة العدل، وضده الظلم، والمراد بالعدل ليس عدم الاعتداء على الغير فحسب بل التعامل مع المتعدد بالتساوي أو التناسب فيما يتعلق بالاستحقاقات المشتركة، مثل تعامل الدولة مع مواطنيها على وجه متماثل.

3ـ قيمة الصدق، ويضاده الكذب والقول بغير علم ولا بصيرة، من قبيل الأوهام والأماني والأدوات غير الموثوقة، ومما يلحق بالكذب الغش والتدليس في الالتزامات كالمعاملات المالية أو الزواج.

 ومن الصدق داخلي وهو أن يكون انطباع الإنسان عن نفسه ملائماً لواقعه، فمن ظن بنفسه فوق ما هو عليه لم يكن صادقاً معها وهو ما يسمى بالغرور، ومن مظاهره التكبر مع الآخرين، ومن ثم يصح عدّ التواضع ضرباً من الصدق الداخلي في الإنسان.

4ـ قيمة الوفاء بالالتزام، ويضاده الخيانة والنكث والحنث، ويندرج في الالتزامات الثنائية التعاقدات الشخصية، كالمعاملات المالية والزواج، والاجتماعية كالتعاقد بين العشائر، والسياسية كالتعاقد بين الدول، والوفاء في الحقيقة من مصاديق عدم الاعتداء على الغير، والتعامل معه بالعدل، وذلك لحصول حق مكتسب للطرفين بالتعاقد فيكون الإيفاء به عدلاً والتخلف عنه ظلماً واعتداءً.

5ـ قيمة الشكر للإحسان، ويضاده الكفران، وهذه القيمة مبنى لحقوق الوالدين على الأولاد، ومبنى لحق الله سبحانه على الإنسان.

6- قيمة العطف والمحبة والرحمة والإحسان إلى الآخر، ويقابل ذلك اللامبالاة بالآخر وقساوة القلب والكره للآخر، وأما الإساءة فهي عمل سلبي إضافي ينطبق عليه الظلم ويضاد العدل.

7ـ قيمة الأدب، وضده عدم الأدب، والأدب هو حسن التواصل مع الآخر، مثل إلقاء التحية له، ورد التحية بمثلها، والاهتمام بالآخر عند إقباله على الإنسان، ونحو ذلك من المعاني، ويندرج فيه التواضع، وضده التكبر والاحتيال.

٨ـ قيمة الحياء من الآخر، وهي كراهة الإنسان اطلاع غيره عليه في وضع غير ملائم، أو ذكر شيء غير ملائم أمام الغير كالقول الفاحش.

9ـ قيمة العفاف، والمراد به تحديد الاستجابة للغريزة بحدود ملائمة، وتشمل هذه الاستجابة فضلاً عن التعرض الجنسي للآخر خارج تلك الحدود مطلق سلوكيات إغراء الآخر، سواء كان ذلك بعدم الستر على وجه مناسب أو التزين أو النطق والحركة على نحو خاص بداعي الإغراء.

١0ـ قيمة الاستغناء النفسي عن المادة وشؤونها (وقد تعد هذه الخصلة من الكمالات المعينة على القيم في موردها فلا تكون قيمة مستقلة برأسها) على وجه ملائم، وهو ما يعبر عنه بالقناعة والزهد والاقتصاد، وهو مبنى جملة من المعاني المحمودة مثل الصبر وقوة الإرادة والحزم، ويعطي هذا الاستغناء قدرة على رعاية القيم في ظروف التزاحم بين الاهتمامات والمعاني القيمية.




تجربتي التربوية في الحياة (سلسلة محاضرات تربوية)، ص37، 39

السيد محمد باقر السيستاني