وبعد أن استحكم فيها عاد للاحتكاك عسكرياً بالروم في غزوة تبوك. وكثيراً ما كان رسول اللہ (صلى الله عليه وآلهِ) يوري عن مقصده في مغازيه ليغفل عدوه ويفاجئه. لكنه أعلن في هذه الغزوة عن مقصده، لبعد الطريق، وشدة الحر، وقوة العدو، فأراد أن يعلم الناس على ماذا يقدمون.

وكان سببها أنه بلغه أن هرقل قد عزم على قصده في جيش عظيم من متنصرة العرب (الكامل في التاريخ ج: ۲ ص:٢٧٧ في ذكر غزوة تبوك. تفسير القمي ج:۱ ص:٢٩٠ في تفسير آية «أنفـر وأخفاقا » .. من سورة براءة. السيرة الحلبية ج:3 ص:99 غزوة تبوك) 

فخطب ورغب في الجهاد. وكتب إلى قبائل العرب الكثيرة التي دخلت الإسلام يدعوهم إلى الجهاد. وسار في جيش عظيم، ليشعرهم بقوته وعزمه، لئلا يستهينوا به ويستضعفوه.

 ولبعد مقصده وطول مدة سفره استخلف على المدينة أمير المؤمنين (عليه السلام)، لحسن إدارته وشدة هيبته في نفوس المنافقين الذين يتربصون بالإسلام الدوائر. وقال له: «إنه لابد للمدينة مني أو منك»( الإرشـاد ج:1 ص:١٥٥ فصل في غزوة تبوك. إعلام الـورى بأعلام الهدى ج:1 ص:٢٤٤ غزوة تبوك. المناقب لابن شهر آشوب ج:۱ ص:۲۱۳ سـنة تسـع في رجب. قصص الأنبياء للراوندي ص:349 غزوة تبوك).

وأقام بتبوك بضع عشرة ليلة ولم يجاوزها (الكامل في التاريـخ ج:۲ ص:۲۸۱ غزوة تبوك. تاريخ الطبري ج:۲ ص:۳۷۳ ذكر الخبر عن غزوة تبوك. السيرة النبوية لابن هشام ج:4 ص:٩٥٣. السيرة الحلبية ج:3 ص:١١٩. وغيرها من المصادر.).

ولم يلق كيداً، حيث انصرف الروم عن حربه، وشغلوا ببعض المشاكل الداخلية عنها.

خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) ص128،127

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)