وبعد غزوة مؤتة بقليل تمّ للنبي (صلى الله عليه وآلهِ) فتح مكة ـ بعد أن نقضوا بعض بنود معاهدة صلح الحديبية ـ بوجه أذهل قريشاً، وانهارت أمامه.

وذلك أن حقد قريش وأحلافها على النبي (صلى الله عليه وآلهِ) أعماها وأغفلها عن قوته التي اضطرتهم لمعاهدته قريباً في صلح الحديبية، والتي جعلت له الحق في الوقيعة بهم إن غدروا.

وقد وقع بين بني بكر الذين دخلوا مع قريش في صلح الحديبية، وخزاعة التي دخلت مع النبي (صلى الله عليه وآلهِ) في الصلح المذكور، شرّ بلغ حدّ القتال.

 وأعانت قريش بني بكر على خزاعة بسلاح ودواب، وقاتل منهم جماعة مختفين، منهم صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهل بن عمرو(الكامـل في التاريخ ج:۲ ص: ٢٣٩ في ذكر فتح مكة. تاريخ الطبري ج:٢ ص: ٣٢٤ ذكر الخبر عن فتح مكة. السيرة الحلبية ج:3 ص:4. تفسير الثعلبي ج : . ج:۱۰ ص:۳۱۹. تفسير الخازن ج : 4 ص: 487. وغيرها من المصادر).

فلما غدرت قريش ونقضت العهد خرج عمرو بن سالم الخزاعي ثم الكعبي حتى قدم على رسول اللہ (صلى الله عليه وآلهِ) فذكر ذلك في مقطوعة شعر، قال الكعبي فيها:

 للهمّ إني ناشد محمدا

حلف أبينا وأبيه الأتلدا

مشيراً بذلك إلى ما تقدم من حلف خزاعة مع عبد المطلب. ثم اندفع إنشاده إلى أن قال:

 إن قريشاً أخلفوك الموعــــدا

 ونقضوا ميثاقك المؤكـــــــدا

 وجعلوا لي في كداء رصــدا

 وزعموا أن لست أدعو أحدا

 وهــــم أذلّ وأقــل عـــــــددا   

هــم بـيـتونا بـالـوتير هجـــدا

 فـقّـتلـونا ركـعـاً وســجــــدا

فقال رسول اللہ (صلى الله عليه وآلهِ): قد نُصِرتَ یا عمرو بن سالم. ثم عرض لرسول اللہ (صلى الله عليه وآلهِ) عنان من السماء. فقال: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب (الكامـل في التاريخ ج: ۲ ص: ٢٤٠ في ذكر فتح مكة، واللفظ له. السيرة النبوية لابن هشـام ج:4 ص:٨٥٤-٨٥٥ ذكر الأسباب الموجبة المسير إلى مكة وذكر فتح مكة. أسد الغابة ج:4 ص:١٠٤-١٠٥ في ترجمة عمرو بن سالم بن كلثـوم. إتحاف الورى بأخبـار أم القرى ج:1 ص:486-487. وغيرها من المصادر الكثيرة).

خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) ص 112-114

اية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)