إنكار بعض المسلمين على النبي (صلى الله عليه وآلهِ)
2022-08-23

وفي حديث أبي سعيد: (( قال عمر: لقد دخلني أمر عظيم، وراجعت النبي (صلى الله عليه وآلهِ) مراجعة ما راجعته مثلها قط)) (فتـح الباري ج:٥ ص:٢٥٤. نيل الأوطـارج:۸ ص:۲۰۰ باب جواز مصالحة المشركين على المال وإن كان مجهولاً. المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص:539).


وفي حديث آخر: فقال عمر: (( اتهموا الرأي على الدين، فلقد أرد أمر رسول اللہ (صلى الله عليه وآلهِ) برأي، وما ألوت عن الحق)). وفيه: ((قال: فرضي رسول الله وأبيت، حتى قال لي: يا عمر تراني رضيت وتأبى)) (فتح الباري ج:5 ص:٢٥٤).

وعن سهل بن حنيف أن عمر قال: ((يا أيها الناس اتهموا رأيكم... فلو رأيتني يوم أبي جندل ولو أجد أعواناً على رسول الله لأنكرت)) (المعجم الكبير ج:6 ص:90 في ما رواه أبو وائل شقيق بن سلمة عن سهل بن حنيف، واللفظ له. المعجم الصغير ج:٢ ص:6 من اسمه محمد. الفتن لنعيم بن حماد ج:1 ص:٥١ ما يستحب مــن خفة المال والولد في الفتن. تاريخ بغداد ج:4 ص:339 ذكر من اسمه أحمد واســـــم أبيه الحجاج: في ترجمة أحمد بن الحجاج الشيباني الذهلي. وبقيـة مصادره تجدها في رحاب العقيدة ج:۱ ص:۷۱).

بل يبدو أن بعض المسلمين أنكر الصلح رأساً، وكان يريد دخول مكة وإتمام العمرة فيها، لأن رسول اللہ (صلى الله عليه وآلهِ) وعدهم ـ تبعاً لرؤيا رآها - أنهم يدخلون المسجد الحرام محلقين ومقصرين، فلما وقع الصلح استنكروا ذلك، إما لأنهم أنفوا من التنازل، أو لأنهم حسبوا أن النبي (صلى الله عليه وآلهِ) أخلفهم وعده. مع أن النبي (صلى الله عليه وآلهِ) لم يعدهم دخول مكة في خروجهم ذلك للعمرة، بل وعدهم بدخولها على الإجمال بسبب خروجه ذلك.

وكان الأمر كما ذكر، حيث إن خروجه (صلى الله عليه وآلهِ) في عمرة الحديبية، ثم معاهدته فيها لقريش، كانا سبباً في عمرة القضاء في العام الثاني. ثم كانا مفتاحاً لفتح مكة، لأن الله تعالى يعلم أن قريشاً سوف تنقض شروط الصلح، فيكون ذلك مبرراً لدخوله (صلى الله عليه وآلهِ) لها عنوة وفتحها رغماً عليهم، علي بواله وبتقصير منهم.


وفي الحديث: ((فقال عمر بن الخطاب: والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ. قال: فأتيت النبي(صلى الله عليه وآلهِ) فقلت: ألست نبي الله حقاً؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟. قال: إني رسول الله، ولست أعصي ربي، وهو ناصري. قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى. فخبرتك أنك تأتيه العام. قال [قلت. ظ]: لا. قال: فإنك تأتيه وتطوف به... قال عمر بن الخطاب: فعملت في ذلك أعمالاً. يعني: في نقض الصحيفة)) (صحیح ابن حبـان ج:۱۱ ص:٢٢٤_٢٢٥ كتاب السير : باب الموادعـة والمهادنة: ذكر ما يستحب للإمام استعمال المهادنة بينه وبين أعداء الله .. ، واللفظ له، ورويت بألفاظ متقاربة في المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:339 كتاب المغازي: غزوة الحديبية. ولاحظ بقية المصادر في رحاب العقيدة ج:1 ص:۷۰).




خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) ،ص 95،94

اية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)