شواهد إيمان المشركين بصدق النبي (صلى الله عليه وآله) في دعوته
2022-07-27

ويناسب ذلك ما عن المغيرة بن شعبة قال: ((أول يوم عرفت فيه رسول اللہ (صلى الله عليه وآله) أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة، إذ لقينا رسول اللہ (صلى الله عليه وآله) فقال رسول اللہ (صلى الله عليه وآله) لأبي جهل: يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله إني أدعوك إلى الله، فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منتهٍ عن سبّ آلهتنا؟! هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت؟ فنحن نشهد أن قد بلغت. فوالله إني لو أعلم أن ما تقول حق ما تبعتك. فانصرف رسول اللہ (صلى الله عليه وآله) وأقبل عليّ. فقال: والله إني أعلم أن ما يقول حقّ، ولكن بني قصيّ قالوا: فينا الحجابة. فقلنا: نعم. قالوا: فينا الندوة. قلنا: نعم. قالوا: فينا اللواء. نعم. قالوا: فينا السقاية. قلنا: نعم. ثم أطعموا وأطعمنا، حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي. فلا والله لا أفعل)) ( السيرة النبوية ج: 4 ص: ١٩١ حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حيث خاصمه المشركون. دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ج: ۲ ص:۲۰۷ باب اعتراف مشركي قريش بها في كتاب الله تعالى من الإعجاز وأنه لا يشبه شيئا من لغاتهم مع كونهم من أهل اللغة وأرباب اللسان).

وما عن أبي يزيد المدني: ((أن رسول اللہ صلى الله عليه وآله لقي أبا جهل فصافحه أبو جهل. فقيل له في ذلك. فقال: والله إني لأعلم أنه صادق. ولكنا متى كنا تبعاً لعبد مناف؟!)) (مجمع البيان ج:4 ص:٤٢مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ج:٢٦ ص:١٠٧الكشف والبيان تفسير الثعلبي ج:4 ص:١٤٤ونحوه ما في المصنف ابن أبي شيبة ج:8 ص:477)

وقال السدي: ((التقى أخنس بن شريق وأبو جهل بن هشام، فقال له: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس ههنا أحد غيري وغيرك يسمع كلامنا. فقال أبو جهل: والله إن محمداً لصادق، وما كذب قط. ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والندوة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش؟!)) ( مجمع البيان ج:4 ص:٤٢-43. أمالي الشريف المرتضى ج:4 ص: ١٧٤ المجلس:۷۷تفسـيرالطبري ج: ص:٢٤٠).

وما روي أن أبا جهل قال للنبي (صلى الله عليه وآله) ((ما نتهمك ولا نكذبك، ولكنا نتهم الذي جئت به ونكذبه)) (مجمع البيان ج:4 ص:43. تفسير الطبري ج: ص:٢٤٠تفسري الثعلبي ج:4 ص:١٤٥).

وقيل: إن الحرث بن نوفل بن عبد مناف قال للنبي (صلى الله عليه وآله)  ((إنا لنعلم أن قولك حق، ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك ونؤمن بك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا، ولا طاقة لنا بالعرب. فنزل قوله تعالى: ((وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) (مناقب آل أبي طالب ج:1 ص:47 فصل: في ما لاقى النبي من الكفار .مجمع البيان ج:7 ص:449 .تفسير مقاتل بن سليمان ج:2 ص501 تفسير القرطبي ج:13 ص:300).

 ومن شواهد سمو شخصيته (صلى الله عليه وآله) أيضاً أن زيد بن حارثة قد استُرقّ في الجاهلية، فاشترته خديجة الكبرى أم المؤمنين (عليها السلام)، وأهدته لرسول اللہ (صلى الله عليه وآله) ، ثم جاء أبوه ليأخذه، فطلب من أبي طالب أن يكلم رسول اللہ (صلى الله عليه وآله) في أن يبيعه إياه أو أن يفاديه أو يعتقه، فكلّم أبو طالب رسول اللہ (صلى الله عليه وآله) فقال رسول اللہ (صلى الله عليه وآله): هو حر، فليذهب كيف يشاء.



خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) ، ص32 ــ33

اية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس)