هل أنّ الدين يراعي العدالة بين الجنسين في تشريعاته وأحكامه ؟
2022-04-09

س : هل أنّ الدين يراعي العدالة بين الجنسين في تشريعاته وأحكامه أو ينحاز الى الذكور على حساب الإناث فيها كما قد يطرح ذلك بالنظر الى مجموعة من التشريعات الدينية التي تميز بينهما في الحكم؟

 


ج: إن من المفروض أن تكون النظرة عند نسبة موقف ما إلى الدين نظرة كاملة وجامعة حتى لا يقع المرء في بعض ما يتراءى له من أمور موهمة ويفسرها بتفسير مختلف والطرح المذكور يبتني على نظرة تجزيئية غير جامعة, مع البناء في تحليل المفردات التشريعية المنظورة على تفسير خاص ليس متعيناً ولا تؤيده الشواهد الأخرى في الخطاب الديني.

ويعاكس الطرح المذكور طرح آخر ـــ يتداول في بعض الأوساط ـــ يرى بأنّ الدين ينحاز إلى الإناث في كثير من الأحكام على حساب الذكور, فيوجب الجهاد ــــ الذي يعرض الإنسان إلى القتل والعوق وسائر الأخطار ــــ بالرجل, لتنعم المرأة بالأمن والأمان, كما أنّه يوجب على الرجل بذل مهر للزوجة في الزواج, والإنفاق عليها, وهو ما يوجب وقوع الرجل دائماً في هموم العمل وعوارضه وعنائه فذلك وأمثاله كله مخالفة لمبدأ العدالة بين الجنسين, وهو أمر يشكو منه العديد من الرجال في المجتمعات التي تميل إلى إلغاء ما يعد امتيازاً للرجل وتبقى على وجوب إنفاق الرجل على الزوجة والأولاد وسائر الأحكام التي هي من هذا القبيل.

ولا شك بالنظر الجامع إلى مضمون الخطاب الديني المؤسس المتمثل في القرآن الكريم أنّ الدين يلتزم بحسب تأكيدات النصوص القرآنية دائماً بالانطلاق في تشريعاته ووصاياه من مبادئ أخلاقية وقانونية عامة مثل حسن العدل والمعروف والإحسان والفضل والتقوى والوفاء بالميثاق وما إلى ذلك، وقبح أضدادها كالظلم والمنكر والإساءة والعدوان والخيانة والحنث ونحو ذلك، كما نلاحظ ذلك في عامة الآيات وفي خصوص الآيات المتعلقة بالتشريعات التي تتناول أمور النساء مثل قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، وأيضاً: ﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾، وأيضاً: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾.

كما أنّ الدين بحسب هذا الخطاب يثبت للذكر والأنثى ــــ على السواء ــــ الإنسانية بما تنطوي عليه من الصلاحية والمسؤولية وتستوجبها من التكريم والتقدير الملائم، ويصرح مراراً بأن بعضهما من بعض، ويضرب الدين بعض النساء الصالحات مثلاً للذين آمنوا سواء كانوا من الرجال أو النساء، كذكر القرآن لمريم بنت عمران ولامرأة فرعون، كما يذكرها للاعتبار كذكر الكتاب الكريم حكمة بعض النساء، كما نجد ذلك في ذكره لملكة سبأ، كما أنّ الدين يجعل المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.


[تكملة الجواب في الملف المرفق]


روابط أخرى حول هذا الخبر - أضغط هنا