سبب استخدام صيغة المذكر في الخطاب الديني العام وهل في ذلك دلالة على تفضيل الذكور دون الإناث ؟
2022-04-06

س: ما هو السبب في استخدام صيغة المذكر في الخطاب الديني العام كما في: (يا أيها الذين آمنوا، المؤمنين، المتقين، المحسنين) وهكذا، فهل في ذلك دلالة على تفضيل الذكور وعناية الدين بمخاطبتهم دون الإناث كما قد يطرح ذلك؟


ج : إن اختيار الدين للألفاظ المذكرة في لغة الخطاب العام الموجه إلى الذكر والأنثى لا ينطوي على أي عنصر تفضيلي للذكر على الأنثى، وذلك لأن الدين ينطلق في أسلوب خطابه من طبيعة اللغة العربية وسننها وآدابها.

ومن المعلوم أن اللغة العربية هي كسائر اللغات السامية يجري أغلب ألفاظها على وجه التصنيف إلى المؤنث والمذكر، بخلاف اللغات الآرية ـــ كاللغة الفارسية والإنجليزية وبعض اللغات الهندية ـــ التي لا تتضمن عموماً مثل هذا التصنيف.

وعليه فكان لا بد للخطاب الجامع بطبيعة الحال من اختيار إحدى الصيغتين، وقد جرت سنن اللغة على اختيار صيغة المذكر للتعبير الجامع.

والسبب اللغوي الباعث على اختيار صيغة المذكر للتعبير الشامل وفق الالتفات إلى فقه اللغة ليس هو تفضيل جنس المذكر على المؤنث، ولا انتقاص الأنثى، فصيغة المؤنث في اللغة العربية ولغات أخرى ليست صيغة تحقير أبداً كما يعلمه علماء اللغة العارفون بفقهها وعامة الأدباء الذين يتعمقون في إيماءات الألفاظ اللغوية ويستثمرونها في إثارة الإحساس والعواطف، بل الأنوثة فيها تنويه باللطف والجمال والرقة وغالباً ما يتحقق ذلك بحرف أو حركة مميزة كالتاء والياء والكسرة ونحوها تزاد على اللفظ الأصلي، فاستحضار كون الحديث مع المرأة أو عنها يعطي للخطاب في المنظور اللغوي مزية وروعة وإثارة وجمالاً.

وينبه على ذلك ظاهرة التأنيث المجازي في اللغة، حيث لم تقتصر ظاهرة التأنيث في اللغة على المؤنث الحقيقي، بل نزلت أشياء على أنها أمور مؤنثة بينما لم يجر ذلك في أشياء أخرى وقد لوحظ أنه جاء التأنيث المجازي لأشياء رائعة تنويهاً بجمالها، فالشمس مثلاً اعتبرت مؤنثاً لكونها مظهراً للجمال.

بل السبب الباعث على ذلك هو أحد وجهين:


[تكملة الجواب في الملف المرفق]


روابط أخرى حول هذا الخبر - أضغط هنا