الصراع الثقافي وفرضه على المجتمع من خلال المال والاعلام
2022-04-04

س: يجد الشخص المسلم من بعض الجهات توجهاً لفرض ثقافات مغايرة على المجتمع من خلال استخدام جملة من الوسائل كالمال والإعلام، فما هي طرق العلاج والوقاية؟


ج: يجد أي متابع للساحة الثقافية والإعلامية والنشاطات المختلفة أن هناك صراعاً ثقافياً بالفعل بين المجتمعات المعاصرة، حيث تسعى بعض هذه المجتمعات إلى النفوذ في المجتمعات المغايرة له في ثقافتها والتأثير عليها لتفقد خصوصياتها وتتبع ثقافة المجتمع الآخر.

وهذه صورة حديثة من الصراع في المجتمعات البشرية، حيث كانت الصور السائدة من الصراع من قبل هي الصراعات القومية مثلاً، حيث يسعى بعض الأقوام إلى إزاحة كيان أقوام آخرين بالقتل والاستعباد أو جعل كيانها تابعاً لها من خلال الاستعمار على سبيل المثال، وكذلك الصراعات السياسية التي كان يسعى فيها بعض الحكام للتوسع على حساب حكام آخرين، والصراعات الدينية التي يسعى فيها أهل بعض الأديان إلى فرض عقيدتهم على الآخرين من منطلق توسعة النفوذ، والصراعات الاقتصادية التي تسعى فيها بعض المجتمعات إلى السيطرة على خيرات بلاد مجتمعات أخرى من خلال السيطرة على ثروتها وإمكاناتها أو من خلال جعل أهلها مستهلكين فحسب للسلع التي تصدّر إليهم.

فكانت الصورة الأكثر تطوراً من الصراع في المجتمع البشري هو الصراع الثقافي للتأثير على فئة من المجتمع المستهدف وضرب كيانه وتاريخه وحضارته، خاصةً وأن التأثير أصبح أكثر سهولة بعد اختلاط المجتمعات والأقوام وأهل الأديان والثقافات مع بعضها البعض بفعل وسائل الاتصالات والتواصل الحديثة.

على أنّ هذه الصورة رغم وجهها الثقافي لم تكن تخلو في عمقها عن دوافع قومية وسياسية ودينية واقتصادية.

كما أنّ أدوات الصراع المعاصرة قد اختلفت بعض الشيء عن العصور السابقة حيث كانت الأدوات المعروفة من قبل أدوات خشنة كالاحتلال العسكري والاستعمار الصريح، ولكن أصبحت الأدوات المعتمدة اليوم أدوات ناعمة من خلال عناوين برّاقة لا تثير حساسية المجتمع الذي يتم غزوه ولا تجرح كبرياءه ليدعوه إلى المقاومة، وهي إمّا عناوين فكرية مثل نسبية الحقيقة، أو عناوين أخلاقية مثل حقوق الإنسان التي تُتخذ ذريعة للمطالبة بعناوين أخرى كالحرية الشخصية والمساواة بين الناس، وكل ذلك مما تنطبق عليه المقولة المعروفة: (كلمة حق يراد بها باطل)، وهذا هو الخطر الذي يهدد المجتمعات الإنسانية المعاصرة، حيث إن المجتمع الذي يكون أكثر تمسكاً بثقافته وأكثر امتلاكاً لأدوات التأثير سيكون مهيمناً على المجتمع الذي يكون غافلاً عن مجريات هذا الصراع ويتساهل في التمسك بثقافته وأعرافه الرصينة، وبذلك يكون فريسة سهلة لإزاحة كيانه الثقافي من غير حاجة إلى غزو عسكري واستعمار واستعباد لأهله، ولا استعجال في هذا الصراع، فالمهم أن التغيير الثقافي يتم خلال جيل أو أكثر بشكل تدريجي بعد النفوذ في المجتمع الآخر.

وليس هذا التوجس في أصله مغالاة ناشئة عن سوء الظن والبناء على نظرية المؤامرة، ولكنه ……


[تكملة الجواب في الملف المرفق]


روابط أخرى حول هذا الخبر - أضغط هنا