انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وملاحظة تأثيرها السلبي على الشخص
2022-04-03

س: مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وملاحظة تأثيرها السلبي على الشخص وخاصة على فئة الشباب من نواحٍ متعددة، فما هي النصيحة للتعامل الأمثل معها؟


ج: لا شك في أنّ لوسائل التواصل الاجتماعي فوائد من نواحٍ متعددة إلا أن الإنسان بحاجة إلى تحديدٍ وتقنينٍ لاستعمالها من حيث المدة ومن حيث طبيعة الاستعمال حتى لا يؤدي استعمالها إلى مضاعفات سلبية على ثقافة الإنسان وشخصيته وقيمه والتزاماته الاجتماعية والوظيفية والأسرية، وهي مضاعفات كبيرة وخطيرة وأساسية ملحوظة بأدنى استقراء للواقع المعاش، كما تؤكده الدراسات الاجتماعية والنفسية والطبية والتربوية والإحصاءات المتعلقة بها، ويستطيع الإنسان الراشد أن يلمس ذلك بوضوح عند التأمل في تأثير هذه الوسائل على نفسه وعلى آخرين من حوله.

وهذا التقنين ينبغي أن يتكفله الإنسان بنفسه ـــ بشكل طوعي ـــ بعد بلوغ الرشد والنضج في القرار وخاصة عند تكوين الأسرة بالنسبة إلى نفسه.

كما ينبغي أن يمارسه الأولياء بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين قبل بلوغ تلك الدرجة من الرشد والنضج، بل ويتحقق بعدها بعض الشيء حتى الاستقلال عن الوالدين وتكوين الأسرة.

والذي نتحدث عنه فعلاً هو حول تقنين الإنسان استخدامه لهذه الوسائل.

[أهمية عملية التقنين]

وينبغي أن يُعلَم أوّلاً أهمية عملية التقنين، وذلك أنّ القانون يكون كالمسطرة التي تضبط حركة القلم في حد معين، وكذلك القانون فإنه يضع حداً ملائماً للممارسات الإنسانية بغية حفظها في حدود الاعتدال وضبطها في دائرة الاستقامة والاحتراز عن الإفراط والتفريط.

ويعتبر التقنين على العموم ضرورة إنسانية عامة، فالإنسان لا يمكن أن يندفع نحو كل ما تقتضيه غرائزه وانفعالاته على حد الحيوان، بل لا بدّ أن يرعى حدوداً تضمن المصلحة العامة للإنسان، وقد أُودِع في فطرة الإنسان النزوع إلى القانون والنظم والاطراد والاتساق، وليست القوانين البشرية إلا نتاج هذه الفطرة الإنسانية، ولذلك يصح القول إنّ الإنسان بفطرته هو موجود قانوني، ولو تأمل الإنسان السلوك السائد بين الناس لوجد أنّه يجري عموماً وفق قواعد عامة وإن كانت غير مدوّنة، كما يظهر ذلك بملاحظة تعامل أفراد الأسرة في ما بينهم وتعامل الإنسان مع الجِوار والأصدقاء والأرحام وسائر الأصناف والمجتمع العام، فكل ذلك يجري على وفق حدود عامة مرعية،ويبدأ هذا الأمر منذ نشأة الإنسان حيث نجد أنّ الوالدين يسعيان منذ ولادة الطفل إلى اتباع نظام ملائم في إدارة أمور الطفل ورعايته مما يتعلق بصحته وتغذيته وسلوكه، وكلما كبر الطفل احتاج إلى مزيد من التقنين لسلوكه في الأبعاد المختلفة التي يكتشفها وتتجدد له القدرة على التعامل معها.

والتقنين على ضربين:

[تكملة الجواب في الملف المرفق]


روابط أخرى حول هذا الخبر - أضغط هنا