نبوءةٌ مقدّسة
2022-01-04

 كانت القنابل تتطاير في الفضاء وتثير الرمال حول المضارب والسيّد الحبوبي والسيد الحكيم [طاب ثراهما] لا يريان الفرار والحال هذه، إلّا فرارً من الزحف.

وأخيراً استقرّ الرأي على أن يذهب السيّد محسن الحكيم [طاب ثراه] إلى القائد العثماني ليستوضح الموقف، فأراد فرساً ليركبه فلم يسمح له أحد من الحاضرين بجواده لعظم الخطب، وبلبل الأفكار .. وكان كل واحد من المجاهدين بين ممتطٍ صهوة جواده مستعد للفرار وبين آخذ بشكيمته منتظراً أمر السيد بفراق الجبهة، فترجّل الشيخ رحّوم الظالمي [طاب ثراه] عن فرسه، وقدمها للسيد الحكيم فتعجب منه بعض الحاضرين وعاتبه على ذلك، لأنّ السخاء بالجواد في مثل تلك الساعة سخاءٌ بالنفس !! ... فقال الشيخ رّحوم الظالمي [طاب ثراه] :

"لا أبالي إذا سلم السيّد وهلكت، لأنّ وجوده أنفع من وجودي، وسيأتي يوم يقود فيه العراق".

وكانت هذه نبوءة مقدّسة لا تُستكثر على عربي صميم، فالعربي يقرأ ملامح الصور جمل المستقبل الغامض ولا تُستكثر على مؤمن بر، فإنّ المؤمن ينظر بعين الله [عز وجل].