يقول المعظّم السيد عبد الأعلى السبزواري [قدس] :
إنّما ذكر الله عزّ وجلّ « مالك يوم الدين » مع أنّه تعالى مالك لجميع ما سواه ، ولم يخرج عن ملكه شيء ، لأنّ يوم الدين مظهر ثبوت الوحدانية المطلقة ، والربوبية العظمى الإلهيّة عند الكلّ ، وانقهار الجميع تحت قهّاريته ، وهو يوم ظهور فساد الشرك الذي توّهمه الناس بزعمهم وخيالهم ، فيوم الدين يوم يظهر فيه التوحيد الحقيقي والعدل الإلهي.
وإنما ذكر « مالك يوم الدين » بعد « الرحمن الرحيم » ترغيباً لعباده ، حناناً عليهم بأن لا تغلبهم دهشة اليوم ، فإنّ الرحمن الرحيم معهم في أيّ عالم وردوا عليه ، وحاضر فيهم في ما إذا أحاطت بهم الدهشة.
وهذا من لطيف المعاتبة بين المالك الحكيم الغني ، والمملوك المحتاج ، فيدفع بيد ويجذب بأخرى ، وقد جمع الله تعالى بين الترغيب والترهيب.