ماهي وجهة نظركم سيدنا العزيز حول ما تورده بعض الأقلام والأصوات من التشكيك في زيارة الأربعين
2021-09-20

الجواب:

وذلك من خلال بيان عدة نقاط ترتبط بأهمية هذه الزيارة:

النقطة الأولى:

إن الزيارة المليونية اتصفت بعناوين جليلة، واكتسبت أوصافًا كبيرة أخرجتها عن كونها كسائر الزيارات المستحبة الأخرى، فقد اتسمت هذه الزيارة بما تضمنته من زحف الملايين من المسلمين لزيارة الحسين - - بتحولها مظهرًا من مظاهر عظمة الإمام الحسين وإعلانًا عالميًا لمبادئه وأهداف نهضته المباركة، فأصبحت - مضافًا لرجحانها في نفسها - من العناوين المؤكدة في الرجحان التي لا خلاف فيها.

وذلك بلحاظ أنها من أوضح مصاديق إحياء أمر آل محمد - صلوات الله عليهم - والذي ورد فيه في الحديث المعتبر: ”أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا“.

 

النقطة الثانية:

إن الزيارة الشريفة أضحت معلمًا من معالم مذهب أهل البيت - صلوات الله عليهم -، وسمة من سمات عزته وشموخه، فإن الباحث عن الحقيقة والمتأمل المنصف من أي ملة كان إذا رأى الملايين تترابط بشكل منظم كأنها أسرة واحدة، تعيش شؤونها وهمومها، وتبذل وتضحي بأقصى ما عندها من الوقت والجهد والمال تجاه بعضها البعض، وتتفقد أحوال الفقير وتسعف المحتاج وترفد اليتيم تفانيًا في حب آل محمد - صلوات الله عليهم -، والذين نادى القرآن بضرورة مودتهم وخدمة أتباعهم، وجميع تلك الصور من البذل عطاء من دون مقابل، فكان ذلك حاكيًا عن عظمة مذهب أهل البيت - صلوات الله عليهم -.

فإن المذهب الذي يستطيع بتعاليمه أن يربي أبناءه على هذه القيم والفضائل وبكل سلاسة وروح مطواعية، ويحولهم خلال أيام إلى مجتمع مترابط متآزر، هو مذهب ينبع من معين الحق تعالى، ومن كنز الفضيلة دوحة المصطفى محمد، والمرتضى أمير المؤمنين، والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.

 

النقطة الثالثة:

إن الزيارة المليونية العظيمة فرصة ثمينة لكثير من آلاف المؤمنين الوافدين من خارج العراق للقاء المراجع والعلماء، وتوجيه قضاياهم الشرعية، والاستقاء من نمير الحوزة العلمية، كما أنها مهرجان حسيني عظيم يجلب الإخوة من أهل السنة، والكثير من أهل الديانات الأخرى كالمسيحيين والصابئة وغيرهم.

 

سماحة السيد منير الخباز القطيفي (دامت بركاته).