الحملة الثانية من مشروع النظافة بعنوان موكب سيار
2021-09-19

قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ" الحج/32

 

لا شكّ إنّ زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) من الشعائر التي ندب اليها الأئمة المعصومون (عليهم السلام) في كثير من الروايات، بل هي من أعظم الشعائر؛ ففي خبر  أبي الجارود قال: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ(ع)كَمْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللهِ(ع) قَالَ قُلْتُ: يَوْمٌ وَ شَيْءٌ فَقَالَ، لَوْ كَانَ مِنَّا عَلَى مِثَالِ الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ لَاتَّخَذْنَاهُ هِجْرَةً.

وعن زرارة قال سمعت أبا عبد الله(ع)يقول إِنَّ لِزُوَّارِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ(ع)يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَضْلًا عَلَى النَّاسِ قُلْتُ وَ مَا فَضْلُهُمْ، قَالَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ بِأَرْبَعِينَ عَاماً، وَ سَائِرُ النَّاسِ فِي الْحِسَابِ .

إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي حثّت ورغّبت في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، وشدّدت على عدم ترك زيارته (صلوات الله عليه) وأن ذلك عقوق لرسول الله (ﷺ) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، عن الحلبي عن أبي عبد الله(ع)قال: قُلْتُ لَهُ مَا تَقُولُ فِيمَنْ تَرَكَ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ، وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ قَالَ إِنَّهُ قَدْ عَقَّ رَسُولَ اللهِ(ص) وَ عَقَّنَا وَ اسْتَخَفَّ بِأَمْرٍ هُوَ لَهُ.

ومن عظمة المزور وعظمة ثواب زيارته، يُعلم عظمة ثواب خدمة زائريه، حتى أن الملائكة تتشرف بخدمة زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام):

عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: إِنَّ إِلَى جَانِبِكُمْ قَبْراً مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ إِلَّا نَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ وَقَضَى حَاجَتَهُ وَإِنَّ عِنْدَهُ لَأَرْبَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ مُنْذُ قُبِضَ شُعْثاً غُبْراً يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زَارَهُ شَيَّعُوهُ إِلَى مَأْمَنِهِ وَمَنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَمَنْ مَاتَ اتَّبَعُوا جَنَازَتَهُ.

 

فلاحظ قوله (عليه السلام): شَيَّعُوهُ إِلَى مَأْمَنِهِ وَمَنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَمَنْ مَاتَ اتَّبَعُوا جَنَازَتَهُ. الدال بوضوح على خدمتهم لزائري القبر الشريف.

إلى غير ذلك من الروايات الدالة على شرف هذه الخدمة العظيمة والمنقبة الجليلة التي لا يوفق لها إلّا ذو حظٍّ عظيم.

 

ورغبةً في نيل هذا الشرف العظيم فقد بدأ منتسبو معهد تراث الأنبياء (عليهم السلام) للدراسات الحوزوية الإلكترونية بموكب سيّار للمشاركة في تنظيف طريق يا حسين (نجف-كربلاء) والقيام بحملة توعية وإرشاد للزائرين الكرام بضرورة الحفاظ على النظافة العامة في مناسبة زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام).

 

يُذكر أنّ المعهد قام بتوزيع كميات كبيرة تقدّر بالأطنان من أكياس النفايات والمكانس والماسحات على المواكب الحسينية المنتشرة على الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة من ثلاثة محاور هي: (بغداد-كربلاء / بابل-كربلاء / نجف-كربلاء)، لأجل المساهمة في خدمة الزائرين الكرام والمحافظة على النظافة العامة ضمن مشروع النظافة الذي تبناه المعهد للسنة الرابعة على التوالي بدعم ورعاية العتبة العباسية المقدّسة.