زهد العلامة الأميني
2021-03-07

بعد أن بلغ شيخنا الوالد - طاب ثراه - منزلة الاجتهاد الرفيعة، ونال فيها المقام المحمود، عكف على التدريس والتصنيف والتحقيق، وقضاء أكثر ساعاته في الليل والنهار بالمطالعة، والتزود من التراث العلمي الإسلامي، حتى أضحى مرجعا للاستفسار عن معضلات العلوم الإسلامية، وصار ملجأ في حل مشكلات البحوث الفكرية، وصاحب رأي ونظر في التفسير والحديث والتاريخ وعلم الرجال، ومأوى للمنقبين عن المؤلفين والموسوعات. وفي المراحل التي قضاها - رضوان الله عليه - كان ملازما للزهد والتقى، ورعا، متعبدا، على جانب كبير من الصلابة الدينية، كريم النفس، رحب الصدر، حسن الخلق، عالي الهمة، عفيف الطبع، لم يأمل اي أنسان، متوكلا على خالقه بانقطاع، رغدا في عيشه البسيط، وحياته المتواضعة، شاكرا ما منحه الله من رزق ليومه، غير مكترث بالدنيا وما فيها، معرضا عنها، مقبلا على الآخرة، لا يبرح من ترتيل آى الذكر الحكيم في ذم هذه الحياة الفانية، مطمئن النفس بالدرجات الرفيعة الباقية في الدار الخالدة: * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) * .

 

وكان يعظ بهذا أسرته وتلامذته وصحبه والوافدين عليه.

 

ربع قرن مع العلامة الأميني ص٣٠