كلمة سامة قتلت قائلها
2021-02-23

كانت الحمّامات قديماً عامة و لها أحواض ماء . ذات يوم ذهب الشيخ الشاه آبادي إلى الحمّام ، و بعد أن اغتسل و أراد الخروج مرّ بجانب الحوض ، فكان يحتاط في مشيه كي لا تصل إليه المياه القذرة .

 

وكان في الحمّام عقيد في الجيش يستحم أيضاً ، فلما رأى احتياط الشيخ راح يسخر منه و يوّجه له الإهانة ، فتأذى الشاه آبادي من ذلك كثيراً لكنه لم يفه بكلمة ، و مضى في طريقه خارجاً من الحمام .

 

وفي الغد ، و فيما كان الشيخ شاه آبادي مشغولاً بإِلقاء الدرس ، سمع أصوات مشيعين يحملون جنازة ، فسأل عن المتوفى ؟ فقيل له : إنّه العقيد فلان ، كان قد ذهب بالأمس إلى الحمام فلما خرج ظهرت دمامل في لسانه ، أخذت تؤلمه بشدة من دون أن يتمكن الأطباء من علاجه ، فمات و لم يمض على ذلك يوم واحد .. لقد سرى سم كلماته إلى جسمه فقتله ..

 

فكان الشيخ الشاه آبادي ، كلما تذكر الحادثة ، تألّم كثيراً وكان يقول : ليتني رددت عليه حينها و لم أسكت عنه ، و لو فعلت ذلك لما أصابه ما أصابه .

 

 العارف الكامل : ص٢٧ .