عبقاتٌ خوئيّة
2021-02-22

يقول السيد الخوئي [طاب ثراه] :


قال الإمام الصادق (عليه السلام) : " من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره ، وخفف عن والديه وإن كانا كافرين".


في الحثّ على القراءة في نفس المصحف نكتة جليلة ينبغي الإلتفات إليها ، وهو الإلماع إلى كلاءة القرآن عن الإندراس بتكثر نسخه ، فإنّه لو اكتفى بالقراءة ، عن ظهر القلب لهجرت نسخ الكتاب ، وأدّى ذلك إلى قلّتها ، ولعله يؤدّي أخيراً إلى إنمحاء آثارها.


على أنّ هناك آثاراً جزيلة نصت عليها الأحاديث لا تحصل إلا بالقراءة في المصحف منها قوله "متع ببصره" وهذه الكلمة من جوامع الكلم ، فيراد منها أن القراءة في المصحف سبب لحفظ البصر من العمى والرمد ، أو يراد منها أن القراءة في المصحف سبب لتمتع القارئ بمغازي القرآن الجليلة ونكاته الدقيقة ، لأن الإنسان عند النظر إلى ما يروقه من المرئيات تبتهج نفسه ، ويجد انتعاشاً في بصره وبصيرته ، وكذلك قارئ القرآن إذا سرح بصره في ألفاظه وأطلق فكره في معانيه وتعمق في معارفه الراقية وتعاليمه الثمينة يجد في نفسه لذّة الوقوف عليها ، ومتعة الطموح إليها ، ويشاهد هشة من روحه وتطلعاً من قلبه.


البيان في تفسير القرآن