عالم كبير يرى تكليفه تعليم الصغار
2021-02-21

كان المرحوم آية الله العظمى الميرزا الشيرازي الملقب ب "المجدّد الكبير" جالسًا في مجلسه، والعلماء والمؤمنون جالسون حوله، وإذا بعالم غير معروف يدخل المجلس، فرحب به الميرزا ترحيبًا حارًّا مما أثار استغراب الحاضرين من تلك الحفاوة التي استقبله بها، وسألوه عن السبب؟!

 

 فأجابهم (قدّس سرّه): "بأن هذا العالم ذو روحية عجيبة؛ لقد كنا قديمًا ندرس ونتباحث في دروسنا معًا، وبعد أن نال درجة الاجتهاد الرفيعة، قصد العودة إلى بلاده ليفيد الناس بعلمه، وبالطبع كان جديرًا بأن يصبح لهم مرجع تقليد كبير، ولكنّه في الطريق مرّ على قرية يعتقد أهلها في الإمام علي (عليه السلام) الألوهية، فألزم هذا العالم الكبير نفسه بأن يقيم في القرية لهداية أهلها؛ فترك المرجعية والرئاسة الدينية التي كانت تنتظره في بلاده وأقام هناك.

 

 فأعلن للناس في المسجد: أيها الناس، أنا معلّمٌ لأطفالكم إن أردتم ولا آخذ منكم أجرة إلا ما يسد رمقي!

 

 بهذه الطريقة الحكيمة وهذا التواضع العظيم جمع الأطفال حوله في المسجد فبدأ يعلمهم القراءة والكتابة ودروس العقائد الإسلامية من التوحيد إلى بقية التعاليم الدينية،

 

 فأثمرت خطته بعد فترة، أن اهتدى أهل القرية إلى التوحيد والإيمان الصحيح وتركوا عقيدة الشرك السابقة".

 

من كتاب سمات المتقين

الشيخ رضا علي حجازي العاملي