كرم رغم الحاجة
2021-02-20

الفقيه الأصولي الشيخ حسين الحلي قدّس سرّه [المتوفى ٤ شوال ١٣٩٤هـ] أستاذ الفقهاء وأغلب المراجع المعاصرين، كان آية بالزهد والعفة، والكرم والسخاء.


نقل السيّد محمّد بحر العلوم قصّة عن أحد طلاب الشيخ الحليّ الثقات، حيث يقول:


ذهب إلى بيت الشيخ الحليّ ليناقشه في مسألة فقهية علقت في ذهنه، ولمّا دخل عليه في غرفته الخاصّة المتواضعة في أثاثها، استقبله بكل بشاشة وترحاب، وبعد أن استقر به المقام أتمّ مناقشة المسألة وخرجا سويّة باتجاه الصحن الحيدريّ، وفي الطريق التقى به أحد خدم الروضة العلويّة، ومعه رجل عرّف نفسه للشيخ وسلّم عليه، وقدّم له ظرفاً فيه بعض المال، وودعه وانصرف، وبعد دقائق عاد خادم الروضة الذي صحب الرجل، وقال للشيخ: اعطني بعض المساعدة مما وصل لكم يا مولانا.


فقال له الشيخ: أنت محتاج؟

فقال الرجل: وحق جدي رسول الله إني محتاج، فدفع الشيخ الحليّ له الظرف بما فيه، ولم يأخذ منه ديناراً واحداً.


يقول الناقل: وبقيت مندهشاً، فقبل فترة وجيزة طلب منه ولده بعض المال لشراء حاجة ضروريّة للبيت اعتذر له من عدم وجود مال لديه، وجاء له رزق فأعطاه بسخاء ولم يقدّم حاجته عليه.


ينظر: دراسة عن حياة الشيخ حسين الحليّ [المطبوعة بمقدمة موسوعة أصول الفقه للشيخ الحليّ]: ص٨٧.