صعوبة المرحلة ومعاناة السيد ابا القاسم الخوئي "قدس"
2020-09-26

في ذكرى استشهاده الأليمة لمحة سريعة عن دوره "قدس" بالتصدي لمرحلة تُعد من اصعب المراحل…

 

لم تتعرض المرجعية الدينية في تاريخها و حوزتها العلمية منذ تحولها من بغداد الى النجف الأشرف عام 449 للهجرة (1057م)، على يد شيخ الطائفة الامام الطوسي (قده)، الي ظرف قاهر مشابه، كالذي مرت به خلال مرجعية الامام السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، اذ تزامنت مرجعيته مع حكم جائر في العراق جعل من الشيعة و التشيع هدفا لطغيانه و إرهابه،

 

خصوصا بعد الثورة الاسلامية في ايران، التي قلبت كثيرا من الموازين و اعتبرها النظام البعثي في العراق خطرا مباشرا عليه، لذلك جعل من الشيعة و المدن الشيعية هدفا لهذا الطغيان، و في تلك الظروف الصعبة الموجهة ضد الحوزة العلمية، كانت مهمة المرجع الأعلى الامام الخوئي تكاد تتنحصر في المحافظة على دور الحوزة و استقلالها، لمتابعة مهامها العلمية و الفقهية ، و استمرار الدور التاريخي لمدينة النجف الأشرف، التي تضم مرقد أمير المؤمنين الامام على بن ابي طالب(ع)، في احتضان الحوزة الدينية

ومعاهدها العلمية.

 

في حين ارادت السلطة العراقية انحياز المرجعية الى جانبها في مواقفها اللاانسانية و اللااسلامية، و خصوصا في حروبها الظالمة مع الجيران، و طالبت السلطات الامام بإصدار فتوى ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية. وو عندما رفض ذلك رضوان الله تعالى عليه، كشرت السلطات العراقية عن أنيباها، و كانت أول بادرة اجرامية منها هى الاعتداء على منزل نجله الاكبر المغفور له السيد جمال الدين في محاولة لقتله عام 1979 م، و الذي اضطر من جرائها مغادرة العراق الى سوريا حتى توفي بعدها في ايران عام 1984 م .

 

كما قامت السلطات باعتقال مجموعات كبيرة من رجال الدين و تلامذة الامام في الحوزة العلمية و اعدمت الكثيرين منهم، و في مقدمتهم تلميذ الامام و ابنه البار الشهيد السيد محمد باقر الصدر، و في عام 1980 م قامت السلطات بتفجير سيارة الامام الخاصة و هو في طريقه الي جامع الخضراء لأداء صلاة الظهر، و قد نجا من تلك الحادثة بأعجوبة بالغة .

 

 كذلك تم اعدام آية الله السيد محمد تقي الجلالي معاون الامام الخاص عام 1982 م،

وفي عام 1985 م اغتيل صهر الامام سماحة آية الله السيد نـ ـصــ٠ ـر الله المستنبط، بواسطة زرقه بابرة سامة ، كما اعتقل نجل الامام السيد ابراهيم، و صهر الامام السيد محمود الميلاني، وأكثر من مائة من افراد اسرته و معاونيه من العلماء .

واستمرت حوادث وضغوط النظام البائد ومحاصرته للحوزة العلمية والتضييق عليها بكل الوسائل . مما يضيق به مقام هذه السطور المختصرة .

 

وفي اواخر المطاف تم زرق الفقيد ابرة سامة بطيئة المفعول وذلك بعد ادخاله مستشفى ابن النفيس ببغداد .

 

وفي مثل هذا اليوم 8 من صفر بعد الزوال من عام 1413 هـ فاضت روحه الطاهرة مهضومة مظلومة .