ذكرى رحيل زعيم الحوزة وأستاذ الفقهاء
2020-08-09

السيد أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم تاج الدين الموسوي الخوئي (1899 - 1992)


ترأس الحوزة العلمية في أشدّ مراحلها حساسية منذ تأسيسها عام 449 هـ على يد الشيخ محمد بن الحسن الطوسي،


لم تتعرض الحوزة لمثل هذه المرحلة منذ تأسيسها أبداً، حيث استلم (قدس سره) رئاسة الحوزة في فترة نظام الحكم البعثي، ووقت الثورة الإسلامية بإيران، مما جعل النظام البعثي يحس بالخطر المباشر من هذه الثورة


طالبت السلطة الخوئي بأن يصدر فتوى يعارض فيها ثورة السيد الخميني، ولكن نتيجةً لرفضه تعرض للكثير من المضايقات على يد النظام البعثي،


 في عام 1980م عمدت السلطة لتفجير السيارة التي كان يتنقل بها الخوئي إلى مسجد الخضراء، ولكن نجا من حادث الانفجار بأعجوبة بالغة


اضافة الى مضايقات وضغوط كثيرة لا يتسع لسردها المقام هنا .


 تدريسه

 تصدى السيد الخوئي لكرسي التدريس منذ السنين الأوّلى من عمره الدراسى .


 وحينما بلغ العقد الرابع من العمر اصبح من الاساتذة الذين يشار اليهم بالبنان في النجف الأشرف، مواصلا التدريس ما يقرب من الستين عاماً ألقى خلالها دورة فقهية كاملة وعدّة دورات في أصول الفقه


وقد تميّز السيد الخوئي بقدرات عالية في تربية التلاميذ وإعداد العلماء والمدرسين، كما تميز درسه بالانضباط والتناسق، وقد عمد السيد بالاضافة الى القاء الدروس والمحاضرات العالية الى تربية جيل من الفقهاء والمستنبطين للأحكام الشرعية بعيداً عن التعقيد الأصولي والفقهي والإطناب المُمِل


 لمعان نجمه


سرعان ما عقب شيوخه في أروقة العلم، بالتصدي لتدريس بحث الخارج ، فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان ، وقلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها وشؤونها ، حتى أصبح زعيمها دون منازع، ومرجعا أعلى للمسلمين الشيعة، يقلده ملايين الشيعة من أتباع مذهب الإمامية في مختلف صقاع العالم ،

وطبعت رسائله العملية لبيان الاحكام الشرعية لمقلديه وبعدة لغات ، وذلك بفضل نبوغه وتضلعه في مختلف العلوم الإسلامية، وبلوغه الغاية من التقوى، وألمعيته في إدارة الحوزات، واهتمامه البالغ برفع مستوى العلماء، علميا ومعيشيا، وفي رعايته للمسلمين عموما. فكان أبو القاسم الخوئي منذ أيامه الأولى يعدّ بحق، زعيمها الأبرز ، حتى أصبح رمزا بارزا من رموز المرجعية وعلما من أعلام الإسلام.


وفاته


توفي أبو القاسم الخوئي في العراق في مدينة النجف في 8 آب سنة 1992…

وقد صلى على جثمانه السيد علي السيستاني في مرقد الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف الأشرف ودفن في صحنه الشريف هناك .

على روحه الرحمة والرضوان .