الثالث من شهر شوال معركة الخندق سنة 5 للهجري
2020-05-27

غزوة الخندق، أو غزوة الأحزاب، إحدى غزوات الرسول الأكرم (ص) والتي وقعت في السنة الخامسة للهجرة، بدأت هذه الغزوة بعد مؤامرة من قبل قبيلة بني النضير، وبعدها قد اتحدت قريش مع أغلب القبائل العربية لقطع شجرة الإسلام، وفي هذه الغزوة كان عدد جيش المشركين عشرة آلاف شخص، وجيش المسلمين كان ثلاثة آلاف مقاتل، وعلى رغم أن قبيلة بني قريظة كانت قد تعهدت بالحياد في حال وقوع أي حرب، ولكنها نكثت العهد واتحدت مع المشركين. وللحيلولة دون دخول الأحزاب إلى المدينة قام المسلمون بحفر خندق حول المدينة باقتراح من سلمان الفارسي، وانتهت الحرب بنصر المسلمين وهزيمة المشركين.

يُذكر أنّه في هذه الغزوة قد عبر عمرو بن عبد ود ـ‌الذي كان يشتهر بشجاعته بين العرب‌ـ الخندق مع عدد من أصحابه ودعا إلى المبارزة، ولكن لم يجبه أحد من المسلمين خوفا، حتى رد عليه الإمام علي (ع) بعد استئذان الرسول الأكرم (ص) وتقاتلا حتى هَلك عَمرو ، حيث كان لقتله دور مهم في نصرة الإسلام وهزيمة الكفر. فقال الرسول الأكرم في هذا الشأن: "ضربة علي (ع) يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".

قتال الإمام علي (ع) مع عمرو بن عبد ود

في إحدى هجمات المشركين على معسكر الإسلام، عبر عمرو بن عبد ود ـ الذي كان من أشجع شجعان العرب ويعده بعض المؤرخين كألف فارس ـ الخندق مع بعض من المشركين، فاعترض طريقه الإمام علي (ع) مع بعض المسلمين

بسبب بعض الجراح التي كانت قد أصابت عمرو في غزوة بدر، لم يتمكن من المشاركة في غزوة أحد، ولذا كان قد استعد كل الاستعداد لهذه المعركة، وكان يرتجز ويدعو إلى البراز، فقام له الإمام علي (ع) فمنعه الرسول لعل يقوم شخصا آخر، ولكن دون جدوى، حيث كان الجميع يخشى عمرو ومن معه من شجعان العرب، وبقي عمرو يدعو إلى البراز ولم يجبه أحد حتى صاح بغرور بأن صوته قد نُبح، فأذن الرسول للإمام علي (ع) ليقابل عمرو، وأخذ بعمامته ووضعها على رأس علي (ع) وأعطاه سيفه وأمره بالقتال. فتوجه الإمام علي (ع) لعمرو ودعاه لقبول الإسلام، أو ينسحب من الساحة، فرفض عمرو الاقتراحين، وبدأ قتال عنيف بينهما، وتمكن الإمام علي (ع) من قتل عمرو، وهرب من كان معه، فكبّر المسلمون، ومن ثم قاتل نوفل بن عبد الله الذي كان قد حوصر في إحدى ممرات الخندق وقتله، وعاد بعد ذلك إلى الرسول الأكرم (ص)